تتفيأ العاصمة نواكشوط هذه الأيام بظلال حدث تاريخي هام ألا وهو استضافة أول قمة عربية على ارض الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، حدث يكتسي عدة أبعاد سياسية ودبلوماسية واجتماعية وثقافية عميقة الدلالة ، تستوجب منا التوقف عند محطات ثلاث...
لنترك الانقلاب التركي الفاشل، وكل ما ترتب عليه، من اعمال تطهير شملت عشرات الآلاف من القضاة، والمدرسين، والائمة، ورجال الامن، وموظفي الدولة، والضباط الكبار والصغار، لنترك كل هذا جانبا، ولو مؤقتا، ونحاول استقراء الخطوات التي يمهد الرئيس رجب طيب اردوغان للاقدام عليها على الصعيدين الاقليمي والدولي.
لم يعد خافيا علي الجميع مدى قدرة وسطوة وتأثير الإعلام في عالمنا المتغير هذا، وما صاحب ذلك من مفردات هي نتاج وإبداع التقانة المعاصرة أو ما تم التواتر على تسميته بثورة المعلومات والاتصالات أو بتسميات مجازية أخرى ، من قبيل ثورة وسائط التواصل الاجتماعي أو المصطلح الجديد الذي كثر استخدامه وهو صحافة المواطن التي تعتمد الصورة والتعليق بشكل أساسي ، وهى الوسائط التي قلبت المشهد والأنظمة والمفاهيم و طبعت العقول بمنطق جديد يضع حدا في المستقبل القريب للم
شهدت الوكالة الموريتانية للأنباء خلال الأشهر الأخيرة ، خطوات جديدة أعتبرها العاملون فيها و المتابعون لهذه المؤسسة الإعلامية الهامة توجهات نحو تغيير جذري على المستوى المالي والاداري مما سيكون له الأثر المباشر عليها وينعكس إيجابا على آدائها لرسالتها الإعلامية والاجتماعية النبيلة بوصفها المورد الرسمي الابرز للأخبار الوطنية والناشر الملتزم الأهم في البلاد.
حفل المشهد السياسي في العالم بكثير من الأحداث والمتغيرات الحلو منها والمر. فمن تولي تيريزا ماي رئاسة الحكومة البريطانية (12 يوليو/ تموز 2016) في ظروف حرجة تمرُّ بها بريطانيا وصولاً إلى الهجوم الإرهابي في مدينة نيس الفرنسية الذي خلّف وراءه مقتل أكثر من 70 قتيلاً بعد أن دهست شاحنة جمعاً من الناس كانوا محتشدين الخميس الماضي ( 14 يوليو / تموز 2016) لمشاهدة الألعاب الناريَّة بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني.
تصاعدت حدة الكثير من النظريات التآمرية في وسائط الاعلام التقليدية، او غير التقليدية، اي وسائط التواصل الاجتماعي التي تشكك في مدى صدقية الانقلاب العسكري الذي حدث ليلة الجمعة السبت في تركيا في محاولة فاشلة لاسقاط نظام حزب العدالة والتنمية، بزعامة الرئيس رجب طيب اردوغان، الذي وصل الى الحكم اربع مرات منذ عام 2002 في انتخابات شفافة وحرة.
تستضيف موريتانيا لأول مرة في تاريخها قمة جامعة الدول العربية يومي 25 و26 من الشهر الجاري في حدث استثناني كبير تمناه الموريتانيين منذ زمان و هو أن تكون نواكشوط عاصمة العرب.
إن استضافتنا لهذه القمة الهامة هو دليل واضح علي الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه الدبلوماسية الموريتانية في العالم.
في مقالي برأي اليوم بتاريخ 10/7/2016 الاسبوع الماضي جاء فيه :” كان هناك في بلدان العالم الاسلامي ( خلايا نائمة ) فقامت بانقلاباتها بما في ذلك حركة فتح الله غولن والتي بدأت من مركزها في الولايات المتحدة بزعزعة نظام حزب اردوغان. أصبح نظام اردوغان كما بقية أنظمة الاخوان المسلمين مستهدفاً وغير مرغوب به.”
الانقلاب العسكري في تركيا فشل لان التجربة الديمقراطية باتت عميقة في البيئة التركية، واثبتت نجاعتها، واعطت اؤكلها من الاستقرار والامن والنمو الاقتصادي، ووضعت البلاد في مصاف الدول الاقليمية العظمى، ولكن تركيا اردوغان بعد الانقلاب ستكون مختلفة عما قبلها، وستتغير حتما، وفقا لاعتبارات جديدة اطلت برأسها، وتفرض ارثها حتما في الايام والاشهر المقبلة.