عرفت على الرئيس سيدي محمد ولد محم في 2011 تحت قبة الجمعية الوطنية ، حيث كنت مكلفا من قبل إذاعة موريتانيد بتغطية الأنشطة البرلمانية ، كنت قبلها أعرف الرجل عن بعد عبر وسائل الإعلام ، ولا أخفي على القارئ الكريم ، أن إطلالات المحامي المحنك خاصة في 2008 أيام الأزمة بين البرلمانيين والرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله – وهي المرحلة التى أثبت خلالها قدرة فائقة على إقناع الرأي العام – جعلتني شغوفا بمعرفته عن قرب.
منذ تاريخ معرفتي بالأستاذ سيدي محمد ولد محم نشأت بيننا علاقات مميزة فالأستاذ سياسي محترف ، ومثقف لبق ، يجيد النقاش الهادئ الرزين ويمتلك كاريزما آسرة وخلقا نادرا .
حاورته في برنامج لقاء الساحل قبيل إعادة ترشيحه في الانتخابات التشريعية الماضية ، وكانت أحاديث الصولونات حينها تتنبئ بإبعاده من المشهد ، وعندما سألته عن الموضوع ابتسم وقال ( مشروع فخامة الرئيس لا مكان للمصالح الشخصية فيه وأنا مقتنع بخدمة هذا المشروع بغض النظر عن موقعي ) .
أعيد انتخاب ولد محم واختير بعدها نائبا أول لرئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية قبل أن يدخل الحكومة حيث أنيطت به مهمة النطق باسمها ، وأدى المهمة على أحسن وجه ، فمن منا لا يتذكر تلك المرافعة – إن صح التعبير – بعد حادثة المصحف الشهيرة والتى امتصت الغضب وقطعت الطريق أمام من حاول ركوب الموجة لأغراض سياسية .
استمر الأستاذ – وهو بالمناسبة اللقب الأحب إليه – في خدمة مشروع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز – الذي آمن به من أول يوم ودافع عنه بشراسة وكان أحد عرابيه – من موقعه الحكومي ، إلى أن تم تكليفه بإدارة الحزب .
وضع ولد محم خطة لتنشيط أداء الذراع السياسية للسلطة شملت مختلف المجالات ، وسأكتفي بمثالين حتى لا أطيل على القارئ .
فإدراكا منه بأهمية العمل البرلماني قرر تفعيل عمل الفريق البرلماني التابع للحزب وتقسيم الأدوار بين النواب في مواجهة خطاب المعارضة ، كما تم اعتماد نظام المداورة في المناصب الممنوحة للحزب في الجمعية الوطنية ، وهي الخطوة التى جعلت الجميع يشعر أن المؤسسة الحزبية مفتوحة أمام الكل ولا مجال للزبونية فيها .
أما المثال الثاني فهو الاهتمام بالإعلام ، فالمعارك السياسية في عالم اليوم تخاض عبر وسائل الإعلام ، وتم اختيار أحد المخضرمين ممن جمع بين السياسة والإدارة ، إضافة إلى أنه خريج المهنة لإدارة الملف ، معالي الوزير الكوري ولد عبد المولى ، وهو ما مكن الحزب من تسجيل نقاط مهمة في الساحة ، وأخرجه من دائرة الاتهام التى كثيرا ما رافقت الأحزاب الحاكمة ، وهي اللامبالاة بموضوع الاعلام التى تؤدي بالمحصلة إلى خسارة الرأي العام .
قناعة الرئيس سيدي محمد ولد محم واندفاعه في دعم برنامج رئيس الجمهورية لا تتزحزح حسب معرفتي به واعتقد أنه أحد اعمدة السلطة والثقاة المقربين ، لذلك لا أهتم كثيرا بما ينشر عنه من تسريبات ، من قبيل إختفائه عن المشهد وهلم جر ، ربما يكون خصومه أرادوا من خلال تلك الشائعات ، التشويش على عمله ، وهو ما لن يحصل ، فالمحامي النبيه سياسي من طينة الكبار ، وبوصلته هي المصلحة العامة ، ولن يلتفت إلى مثل هكذا أحاديث ، لأنه يدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، ولن ينجح خصومه في جره إلى معارك جانبية لا تقدم ولا تأخر ، فلديه من الخبرة والحنكة ما يجعله هو من يحدد شكل معاركه وتوقيتها ، ومعركته الكبرى منذ مجيئ النظام الحالي هي نجاح مشروع رئيس الجمهورية ولن تحيد بوصلته عن هذا الهدف .
محمد المختار أحمد سالم / صحفي