الكزره وسلك كهرباء وإحصاء إنتخابي يرفض أن ينتهي... | 28 نوفمبر

 

فيديو

الكزره وسلك كهرباء وإحصاء إنتخابي يرفض أن ينتهي...

أربعاء, 28/06/2017 - 18:47
البشير عبد الرازق

شكلت "الكزرة" تحوﻻ مهما في وعي الموريتانيين، فبعد سنوات من سذاجة اﻹنتظار في أحياء اﻹنتظار، أدرك هؤﻻء أخيرا بفطرتهم، أن هناك من يسرقهم، فقرروا ان يتحولوا هم أيضا إلى لصوص، ولكن محترمون، استولوا على اﻷرض، فكانوا هم من يضع مخططاتها وهم من يمنحها ويبيعها، سرقوا الماء والكهرباء وكل اﻷشياء العمومية التي صادفتهم ، وفي قمة مجدهم، سرقوا الأضواء من المدينة، فكانت نواكشوط كلها تذهب إليهم مساء وتبيت عندهم، قبل أن تثوب إلى رشدها صباحا، 
كانت "الكزرة" ثورة ناعمة في كل شيء، لكنها للأسف، لم تجد من ينصفها ويكتب عنها،
لم يخل اﻷمر من صراعات مع السلطات كانت ترتفع وتيرها وتنخفض حسب المواسم، من ذلك ما حدث مع "سيدي"، ذات يوم خريفي، بشمس ﻻفحة ورطوبة تخنق اﻷنفاس،
اﻷستاذ "سيدي" هذا، كان هو صاحب شركة كهرباء الكزرة، لدرجة جعلته يستحق بجدارة لقب "سيدي كوراه"،
في ذلك اليوم، جاءت سيارة صونلك يصحبها عدد من أفراد الشرطة، كانت عملية نوعية، تهدف إلى القضاء نهائيا على هذا "اللص المحترف"، كما يحلو لهم تسميته،
هدموا الغرفة الصغيرة التي تأوي أسﻻك الزبائن، ثم حفروا عميقا، قبل أن يجدوا السلك الكبير الذي يجلب الكهرباء، وبدأوا يتتبعونه لمعرفة مصدره،
صعدوا الكثيب الرملي اﻷول ونزلوا ثم صعدوا الثاني ونزلوا، واﻷطفال يركضون في إثرهم ويصيحون "فيف سبدي كوراه، فيف سيدي كوراه..."، وقبل أن يصعدوا الثالث، قال لهم عجوز من أهل صونلك:
"هاذ السلك إل ما أفتصلتو أمعاه ﻻه يجليكم ول يكتلكم لعطش"،
تذكرت هذه القصة، وأنا أقرأ خبر تمديد هذا اﻹحصاء ذي الطابع اﻹنتخابي، الذي يرفض أن ينتهي، مثل سلك سيدي...

---------------------

من صفحة الأستاذ البشير عبد الرازق على الفيس بوك