إن رمضان شهر أنزل فيه القرءان، وهو شهر الفرقان ، شهر بدر الكبرى خير جند في الأرض وخير جند في السماء، وهو شهر ليلة القدر، ((ليلة القدر خير من ألف شهر،تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر))، فهو إذا شهر العمل بالقرءان، والقيام والإنفاق، والجهاد في سبيل الله.، تفتح فيه أبواب السماء وأبواب الأرض لمن يبلغون رسالات الله لا يخشون إلا الله، وتعقد فيه ألوية الفتح لتمحيص المؤمنين ودحر الظالمين،
ويقدر فيه أحسن الخالقين مقادير خلقه، نسأل الله لطفه و عصمته.
لماذا لا نصحح اعوجاجنا في رمضان؟
أخاطب أولئك الذين وقفوا في وجه القرءان وأهله، من أهل المخزن الجاهلين ، والعلمانيين اللاهثين، والمستهزئين المعاندين، والمتسلقين بحثا عن دريهمات معدودة، والمناصب الزائلة.
بين صفوفكم أيها المسلمون،من يكره المتهجدين، ومن يسخر من المرتلين ،
ومن يتحرق غيظا على شباب غض،شباب عشق المسجد وشغف بالفرقان.، ومن يحرق كتب أئمتكم، ويهاجم خيرة علمائكم، و"يتصهين"جهارا، و
"يتهكم "على دينكم ،إسرارا وإصرارا.
إمعات تراهم ينظرون إلى المصاحف المرتلة بحنق، ويوقفون مسابقات القرءان الكريم في شهر القرءان خشية "الإملاق" ملقهم الله إملاقا،ويسيرون سيرا في ركب من لووا رؤوسهم، عن المحظرة وركبها ليا.، لا سهل لهم الله صعبا ، ولا رزقهم مطرا.
حرب هؤلاء مست كل عالم وتال نبيه ، واجتاحت كل عصامي واقف شريف، منذ أصبح دينهم التملق، والتزلف، وحظهم من صومهم التعب والعطش.
هذا سفر إن كتب عندنا – عصم الله جمهوريتنا الإسلامية- فالأرض دعواها ل"صمب جام" والفقه أقفافه ل "ايرا"، والفتوى نوازل شيخها"دوردكال"، والسياسة محاصصة بين"الكادحين"، والحكامة "للامعات" اللاهثين معهم يرددون: إن أحسن هؤلاء أحسنا، وان أساءوا أسأنا.
لابد من رجال يقفون في وجه تيارات تزرع الكراهية، في السياسة وفي المرفق العمومي فقد كان من أجمل ماردده عنترة العبسي، في عصر جاهلية لا إسلام فيها و قوله:
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
اللهم عز جارك ، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، اكشف الغمة عن الأمة واجمعها على مجد الكتاب والسنة، وكن للساجدين لك الولي والنصير.