يصل الرئيس السنغالي ماكي صال موريتانيا، وهو معزز بدعم معنوي فرنسي، ومسلح برسالة استراتيجية أمريكية، فماذا سيغنم الرجل؟ وما هي مكاسب نواكشوط من هذه الزيارة، التي حظيت بمواكبة مختلفة عن نظيراتها، لدى الإعلام الرسمي والصحافة المقربة من دوائر السلطة؟
بعيد أحداث سينلوي نهاية يناير المنصرم، عبرت باريس عن تضامنها مع السنغال، من خلال زيارة ماكرون للمدينة الحدودية مع الجارة الموريتانية، في حين قدمت الولايات المتحدة الأمريكية -بالتزامن- بارجتين عسكريتين لمراقبة المياه الإقليمية السنغالية، في رسالة كانت واضحة المفاد: "نحن والسنغال أصدقاء".
قبيل وصول صال بساعات لنواكشوط، هاتَف الرئيس الفرنسي نظيره الموريتاني، فهل كان لتقديم ضمانات ما، خاصة بعد الخطوة الأمريكية السنغالية؟
السنغال اليوم في حاجة لموريتانيا أكثر من أي وقت مضى، والأكيد أن رزنامة صال تحمل عدة ملفات للنقاش، في مقدمتها:
- العزلة الإقليمية.
- أزمة الصيد البحري.
- الغاز.
تبحث السنغال عن دخول مجموعة دول الساحل الخمس G5، وقد باتت مستعدة للجلوس لحل أزمة صياديها وتأمين حاجتها من السمك، والأكيد أنها ستستغل في سبيل ذلك كل البطاقات المتوفرة لديها، خاصة البطاقة الأمريكية، التي عززتها مؤخرا باتفاقية مايو 2016، والتي تسمح بوجود قوات أمريكية في السنغال بشكل دائم لمواجهة "المخاطر الأمنية في المنطقة".
في المقابل ستعمل موريتانيا على إبرام اتفاقيات منها ما هو معلن وآخر سري، يتصدرها ترسيم الحدود البحرية وإيجاد حلول للملف الرعوي والحصول على ضمانات تؤمن المصالح الموريتانية في غامبيا، هذا إلى جانب اتفاقيات في المجال الأمني.
تلزم المرحلة الحالية كلا الرجلين على ترتيب أوراق جديدة لما بعد 2019، خاصة وأن موريتانيا مقبلة على مرحلة انتقالية، وجارتها على موعد مع استحقاقات رئاسية.
عبد الله الخليل