دخول ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، وقبله بوريس جونسون، نظيره البريطاني، إلى الأزمة الخليجية يعني أن جميع الوساطات الأخرى وصلت إلى طريقٍ مسدود، وأن “الحل” لم يعد خليجيًا صِرفًا مثلما كانت تُؤكّد جميع الأطراف.
يتغير العالم من حولنا بوتيرة مذهلة ، فقد مزق العراك بين المتصارعين اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ، التي كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة ، بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا، بعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى .
كان المهرجان الشعبي الذي نظمته مبادرة دعم التغيير البناء مساء الجمعة بمقاطعة الرياض حافلا بالمعاني السياسية المعبرة؛ حيث كان غنيا بتنوع طيف حضوره وسمو خطابه وتعاليه فوق القبيلة والجهة ليعبر إلى الوطن ويتعلق بمنجزاته ويواكب مسيرته التنموية التي تشق البلاد طرائق قددا في مجالات البناء والتعمير.
التظاهرة الجماهيرية والإعلامية - التي نظمتها ثمانية أطراف فاعلة في الساحة السياسية، ومهيمنة على على الفعل المعارض - هذا المساء في فندق الأجنحة الملكية بالعاصمة أدت أكثر من رسالة :
رسالتها الأولى سياسية نحو النظام الحاكم أن الشعب الموريتاني بكافة عناوينه السياسية والفكرية والقومية رافضة لتعديل دستور البلاد في هذه الظروف غير الطبيعية التي تمر بها البلاد.
نفتخر بأننا كنا في هذه الصحيفة وغيرها، من بين القلة من الناس الذين ميزوا بين ثورات عربية شرعية انطلقت لاهداف شريفة، ابرزها تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والاطاحة بأنظمة الفساد الديكتاتورية، وأخرى ثورات “مفبركة” جرى اعدادها في غرف المخابرات الغربية الاستعمارية لاغراق المنطقة العربية في الفوضى الدموية، وتفكيك دول المراكز، وانهاك جيوشها الوطنية، وبما يخدم بقاء وازدهار دولة الاحتلال الإسرائيلي.
تابعنا المؤتمر الصحافي لوزراء خارجية خصوم قطر الأربعة في القاهرة، في اعقاب اجتماع “تنسيقي” لاتخاذ الإجراءات المطلوبة بعد انتهاء مهلة الأيام الـ 12 التي أعطيت لدولة قطر للرد على المطالب التي طرحت عليها، وقبل الاقدام على اجراء قراءة تحليلية متعمقة لما ورد فيه من مواقف، ومحاولة استقراء الخطوات المقبلة، هناك عدة نقاط أساسية وخطيرة يجب التوقف عندها:
الشباب وقود نهضة كل أمة أرادت لنفسها أن تكون ولأن من يريدون إشراك الشباب قليلون ، جئت وحدك مؤمنا من بين كل اللذين مروا على كرسي الرئاسة في بلادي ، بحتمية إشراك الشباب بكل أطيافه في عملية البناء والتغيير الشامل التي قدتها فخامة الرئيس منذ فجر 8 من أغسطس العام 2008 .
فكان خطابكم موجها للشباب وكانت عباراتكم بلسما على قلوب مئات الآلاف من الشباب المهمش المرمي في طيات النسيان ، خارج دائرة الفعل الصانع لقرار حاضر ومستقبل بلاده .