تثير الطلعات التجسسية للطيران الإيطالي فوق ليبيا، التي كانت "إرم نيوز" كشفت عنها قبل أيام، شكوكا حول الهدف منها، خصوصا وأنها تتجاوز المياه الإقليمية الليبية بعدة مئات من الكليومترات، وتصل إلى المناطق الشرقية وجنويا إلى عمق الصحراء.
وكثفت إيطاليا من استخدام طائرات التجسس خلال اليومين الماضيين بدعوى دعم البعثة العسكرية التي بدأت عملها في المياه الإقليمية الليبية.
وكشفت صحيفة "الماتينو" الإيطالية، السبت، أن طائرات التجسس حلقت في بعض الأحيان شرق ليبيا حيث البرلمان وقيادة الجيش الليبي الذي قالت إن قائده المشير حفتر هدد باستهداف السفن الإيطالية حال دخولها المياه الليبية، وذلك وفق تعبيرها.
وبررت الصحيفة هذه الطلعات بأنها تتم في المقام الأول لمراقبة الوضع وأي تحركات وصفتها بالمشبوهة، مشيرة إلى ضرورة توخي الحذر في ظل التوترات التي نشبت بعد قرار الحكومة إعطاء الضوء الأخضر لهذه المهمة.
بيد أن أمر الطلعات التجسسية انكشف قبل تهديد المشير خليفة حفتر الذي صدر يوم 2 آب أغسطس/آب الحالي، فقد كشف الصحفي الأمريكي المختص بالشأن الليبي جيمس ويلر يوم 30 تموز/ يوليو أنها تتجاوز ما هو معلن عن البعثة التي تقول روما إنها تستهدف وقف قوارب المهاجرين وإعادتهم إلى ليبيا وتقديم المعونة لحرس السواحل الليبي.
وأكد ويلر أن طائرة تجسس إيطالية حلقت الأحد الماضي، فوق السفينة الحربية الإيرلندية WB YEATS التي كانت في عرض البحر مقابل مدينة الخمس، مشيرا إلى أن "طائرة التجسس الإيطالية ISR حلقت أيضا فوق مصراته في اليوم ذاته، رغم أنها ليست منطقة انطلاق لقوارب الهجرة التي تستهدف الوصول إلى أوروبا، وذهبت أبعد إلى الغرب".
وفي 4 آب/ أغسطس نشر موقع مراقب الرادار الإيطالي صورا بالرادار لطائرة مراقبة تابعة لسلاح الجو الإيطالي من طراز "غلف ستريم" وتحمل رقم G.550 MM62293 غادرت قاعدة "براتيشيا دي ماري" الجوية وعبرت صقلية نحو أجواء ليبيا، وذلك بالتزامن مع دخول الفرقاطة الايطالية "كمندانتي بروسيني" للمياه الإقليمية الليبية وتوجهها إلى قاعدة بوستة البحرية.
كما تستخدم إيطاليا في عملياتها التجسسية طائرة "غلف ستريم" التي تمشط الأجواء الليبية، وتحمل رقم تسجيل MM62293 والرقم التسلسلي 5429، وتقوم هذه الطائرة التي طورتها إسرائيل بالتصوير الجوي والمساحي عالي الدقة، وبإمكانها جمع بيانات متعددة الأغراض منها عسكري واستخباراتي ومدني.
وبرأي مسؤول سابق في الاستخبارات الليبية تحدث إلى "إرم نيوز"، وفضل عدم الكشف عن هويته لحساسية موقفه، فإن لهذا النشاط التجسسي هدفان، الأول مراقبة أي نشاط أو تهديد لقوات الجيش الليبي في المناطق الشرقية والغربية، مشيرا إلى أن روما أخذت تهديد المشير حفتر على محمل الجد، عكس ما تروج له صحافتها، والثاني محاولة رصد مكان وتحركات سيف الإسلام القذافي بهدف اغتياله.
وأضاف: بذلك، تنتهك إيطاليا ليس المياه الإقليمية فحسب، بل والأجواء الليبية والقانون الدولي أيضا.
عربي