استعادت سوريا تمثالين نصفيين تم ترميمهما في إيطاليا بعدما دمرهما تنظيم الدولة الإسلامية خلال سيطرته على مدينة تدمر الأثرية، وفق ما أفاد المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس الأربعاء.
وقال عبد الكريم "تمت استعادة التمثالين الثلاثاء 28 فبراير 2017 وانضما من جديد إلى القطع الأثرية الـ400 التي تم إنقاذها من مدينة تدمر"، في محافظة حمص (وسط).
وألحق تنظيم الدولة الإسلامية أضراراً بالغة بآثار المدينة خلال سيطرته عليها في الفترة الممتدة من أيار/مايو 2015 حتى آذار/مارس 2016.
وبعد ذلك تم إخراج المئات من القطع الأثرية المدمرة والمتضررة من المدينة، قبل أن يتمكن التنظيم مجدداً في 11 كانون الأول/ديسمبر من السيطرة على المدينة، مدمراً معالم جديدة فيها.
وتمكن صحافيو فرانس برس الأربعاء من مشاهدة التمثالين في احدى غرف متحف دمشق قبل أن يتم نقلهما إلى مكان آمن، أحدهما لرجل والثاني لامرأة. وطالت أعمال الترميم وجهيهما بعدما حطمهما الجهاديون بالمطارق.
وقال عبد الكريم أن ترميم التمثالين اللذين يعودان إلى القرن الثاني والثالث يعد "أول خطوة إيجابية مرئية وحقيقية اتخذها المجتمع الدولي لحماية التراث السوري".
واعتبر أن ذلك "يندرج في إطار الدبلوماسية الثقافية التي لا تمنع تعاون الشعوب مع بعضها في محاربة التطرف والهمجية لأنه في النهاية(...) التراث السوري هو تراث إنساني" معتبراً أن ما جرى "يمهد لترميم اكثر من مئة تمثال متضرر".
وخلال الشهر الماضي، أوضح فريق الترميم للصحافيين في روما أنه أصلح وجه أحد التمثالين بعدما كان الجزء الأعلى منه محطماً بالكامل، فأعاد تشكيل القسم المدمر بواسطة آلة طابعة بثلاثة أبعاد، وفق تقنية لم يسبق أن استخدمت حتى الآن في هذا النوع من أعمال الترميم.
وثبت العلماء الجزء الجديد المصنوع من مسحوق النايلون الاصطناعي على الوجه بواسطة عدة قطع مغناطيس.
وخلال فترة سيطرته الأولى على تدمر، ارتكب التنظيم أعمالا وحشية بينها قطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما) وتنفيذ إعدام جماعي لـ25 جنديا سوريا على المسرح الروماني. كما دمر معبدي بعل شمسين وبل وقوس النصر وقطعاً أثرية في كانت في متحف المدينة.
وبعد سيطرته مؤخرا على المدينة، دمر التنظيم التترابيلون الأثري المؤلف من 16 عموداً، كما الحق أضرارا كبيرة بواجهة المسرح الروماني.
ووصفت الأمم المتحدة ذلك بـ"جريمة حرب جديدة".
ويعود تاريخ مدينة تدمر "عروس البادية" إلى أكثر من الفي سنة وهي مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي الإنساني. وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.