أظهر تسجيل مصور، الثلاثاء، الإعلامية الجزائرية سميرة مواقي، التي ترافق مليشيات الحشد الشعبي في العراق ضمن فريق الإعلام الحربي وهي تعتذر عن تصريحات سابقة، في حين طالبت السفارة الجزائرية في بغداد بوقف "استغلال" الصحفية في تسجيلات جديدة، بانتظار إعادتها لبلادها.
وكانت مواقي قالت في تسجيل سابق إنها لم تعد جزائرية، وأعلنت تشيّعها، لكنها عادت الثلاثاء لتصدر تسجيلا جديدا تعتذر فيه عن كلماتها السابقة، قائلة: "أعتذر، لقد قمت بخطأ بحقكم، أنا جزائرية عقلا وجسدا، وسنلتقي غدا بالجزائر".
وقالت مواقي في التسجيل الجديد: "الجزائر بلد مليون ونصف مليون شهيد، والجزائر بلد الأبطال، وأنا بعيدة عن بلادي، وحبي وشرفي هو الجزائر". وتابعت: "سميرة لن تكون إلا جزائرية بعقلها وقلبها، وأعتذر مرة أخرى، وسنلتقي غدا بالجزائر".
وكانت مواقي التي خرجت من مستشفى بغداد؛ إثر تعافيها من إصابتها برصاص قناص من تنظيم الدولة قرب الموصل منتصف الشهر الماضي، ظهرت في تسجيل مصور، الاثنين، قائلة إنها ستبقى في العراق، ولن تذهب إلى الجزائر؛ لأنها ليست "سنيّة"، وإن جدها هو "الحسين الشيعي". وقالت إنها أصبحت "شيعية وأفتخر". كما دعت مواقي إخوانها ووالدتها الذين زاروها في المستشفى إلى مغادرة بغداد، قائلة إن زيارتهم لها "كانت سلبية "، وإنها ستعود إلى ساحات القتال، ولن تعود إلى الجزائر.
لكن مواقي، التي تعمل لحساب قناة الشروق الجزائرية، لم تتراجع في التسجيل الجديد عن قولها إنها "شيعية" وإن جدها هو الحسين.
وأثارت كلماتها ردود فعل متباينة، بين من عبّر عن سخطه، وبين من دعا إلى التماس العذر لها؛ كونها "تعاني اضطرابات نفسية ناجمة عن إصابتها في الرأس من طرف قناص تنظيم الدولة".
ويقول مختار سيفي: "اشتغلت مع سميرة مدة ثلاث سنوات، أعرفها حق المعرفة. إنها صحفية ميدان، ومن شدة شغفها بالتحقيقات الصحفية، كثيرا ما يؤدي بها اندفاعها إلى ارتكاب أخطاء".
ويضيف سيفي لـ"عربي21": "أبدا ليست سميرة التي أعرفها من تقول إنها ليست جزائرية، أو إنها تشيّعت، مؤكد أنها تعاني أزمة نفسية حادة بسبب الإصابة، كما أنها ضحية سجال طائفي، حيث أريد لها أن تكون وقود حرب طائفية يقودها الشيعة، بإثارة الانطباع أن الجزائريين السنة يمكن أن يتشيعوا"، وفق قوله.
ولا يختلف محمد سيدمو، الإعلامي الجزائري في صحيفة "الخبر"، ما عبر عنه سيفي، موضحا في حديث لـ"عربي21" أن "سميرة تعاني وضعا صحيا حرجا، وينبغي عدم استغلال حالتها من أجل تصفية حسابات سياسية أو طائفية"، حسب تعبيره.
ويضيف: "لا بد من إخضاعها للعلاج النفسي والبدني حتى تشفى، كما أن عائلتها هي الجهة الوحيدة التي يجوز لها الحديث باسمها في هذه الحالة"، كما قال.
وغرد الإعلامي الجزائري جعفر خلوفي، على صفحته في فيسبوك، معلقا على الشريط المصور الذي ظهرت في مواقي وهي تعتذر للجزائريين، بالقول: "صوتها وحركات جسمها تبين شخصا متعبا ليس في كامل قواه، لكنها أحسن بقليل من الفيديو الأول، وتقول هنا عكس ما قالته بالأمس، ما يثبت أن تلاعبا ما حصل".
ويتابع خلوفي: "أتمنى أن تعود غدا، وأن تتدخل السلطات؛ لانتشالها من بين أيدي من يتلاعبون بصورتها من دون رحمة، وأعتبر هذا الفيديو نداء استغاثة، فهنالك تُستغل، وهنا تكفّل صناديد الـ"فيسبوك" بها سبا وشتما وهتكا للأعراض".
في السياق ذاته، طالبت السفارة الجزائرية ببغداد، في بيان الثلاثاء، السلطات العراقية والقائمين على علاج الصحفية سميرة مواقي، "بمنع الزيارات لها منعا كاملا؛ لتفادي أخذ تسجيلات وتصريحات منها وتحريفها ونشرها وهي في هذه الحالة النفسية الصعبة، الأمر الذي أصبح يحرج ويقلق عائلتها بشكل كبير".
وأضاف البيان أن "السفارة الجزائرية ببغداد طالبت أيضا بأن يكون قرار منع الزيارات لسميرة مواقي ساريا إلى غاية تسفير مواطنتنا إلى الجزائر بموافقة عائلتها، وبعد تأكد الأطباء من استقرار وضعها وقدرتها على السفر جوا".
وكتب حمزة مواقي، شقيق الصحفية سميرة، الموجود معها ببغداد، عبر صفحته على "فيسبوك"، الثلاثاء، أن أخته "أصبحت من جراء الإصابة والصدمة لا تتذكر شيئا"، موضحا أن الوضعية النفسية الصعبة جعلتها "لا تتذكر، حتى ظنت أن أباها وأخا لها قد ماتا".
إلى ذلك، أرسلت مجموعة من الإعلاميين الجزائريين "نداء" إلى السلطات الجزائرية والعراقية؛ "بهدف التدخل العاجل؛ لأجل التكفل بعلاج الزميلة سميرة مواقي طبيا ونفسيا، ووقف الزج بها في سجالات مصورة، أيا كان نوعها".
وطالب الإعلاميون الجزائريون في ندائهم بالكف "عن استغلالها أو الزج بها في سجالات، مهما كان هدفها، خاصة نقل مشاهد مصورة لها من أطراف من خارج المستشفى، وتوظيفها في هذه السجالات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة إعلامية أخرى، ما يعدّ مخالفة واضحة للقانون وللضمير الإعلامي".