وزير الخارجية: يطالب المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي | 28 نوفمبر

وزير الخارجية: يطالب المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي

خميس, 20/10/2016 - 09:06
وزير الخارجية

طالب وزير الخارجية الموريتانية الدكتور اسلك ولد احمد ايزدبيه  المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وأوضح ولد احمد ايزدبيه امام  الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء خارجية، منظمة التعاون الإسلامي بجمهورية اوز باكستان أن الظروف الخاصة التي يمر بها عالمنا الإسلامي بتحدياتها وأخطارها، تأخذ أشكالا وأبعادا مختلفة، تأتي في مقدمتها الإكراهات المرتبطة بالشباب والمرأة في العملية التنموية والهجرة السرية والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وهذا نص كلمة الوزير بجمهورية أوزبكستان 18/10/2016:

 

السيد الرئيس، معالي السيد الأمين العام، أصحاب السمو والمعالي،

أصحاب السعادة، أيها السيدات والسادة، يطيب لي في البداية أن أتقدم بخالص التعازي وأصدق المواساة لحكومة وشعب أوزبكستان الشقيق في فقدان الرئيس إسلام كريموف رحمه الله، كما لا يفوتني شكر هذا البلد العريق بحضارته الضاربة في القدم وإسهامات رجاله في الفكر والعلم، الزاخر بكنوز التراث المعماري، على الإعداد المتميز لدورتنا هذه، ولحسن الاستقبال وكرم الضيافة.

كما أهنئ معالي وزير خارجية أوزبكستان السيد عبد العزيز كاميلوف، على رئاسة مجلسنا متمنيا له النجاح، ويشرفني أن أثمن و أقدر عاليا ما بذلته دولة الكويت الشقيقة من نشاطات ومبادرات طيلة فترة ترأسها لأعمال مجلسنا، وما قامت به من جهود مثمرة ومساع حثيثة للدفع بمسيرة عملنا الإسلامي المشترك. والشكر موصول لمعالي السيد إياد أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على ما قدم من أجل الرفع من مستوى أداء منظمتنا والارتقاء بها إلى الغايات التي ننشدها جميعا ولاسيما في مجال المتابعة والتنسيق في تنفيذ قرارات المنظمة. ولا يفوتني تهنئة السيد بندر حجار، رئيس البنك الإسلامي للتنمية على استلامه لمهامه متمنيا له كل النجاح والتوفيق.

أصحاب السمو والمعالي تنعقد أعمال مجلسنا الوزاري في دورته الحالية، تحت شعار"التعليم والتنوير- طريق إلى السلام والإبداع" وهو اختيار يحمل في طياته مفاهيم وقيم كفيلة بتحصين شعوبنا بالعلم وثقافة الاعتدال والتسامح، سبيلا إلى رفع مستوى الوعي والإدراك لتجنب الانجراف وراء أفكار هدامة سقطت في شراكها مجموعات من شبابنا، استغلتها تنظيمات تجنح الى التطرف والعنف.

فالظروف الخاصة التي يمر بها عالمنا الإسلامي بتحدياتها وأخطارها، تأخذ أشكالا وأبعادا مختلفة، تأتي في مقدمتها الإكراهات المرتبطة بالشباب والمرأة في العملية التنموية والهجرة السرية والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاطهاد الذي تتعرض له الأقليات الإسلامية في دول غير أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتنامي موجة الإسلاموفوبيا. وتشكل هذه الظواهر مجتمعة أكبر تحديات العصر، الشيء الذي يحتم علينا تكاتف الجهود والتنسيق المحكم بهدف تحقيق الأمن و الاستقرار الضروريين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ووعيا منها بجسامة هذه التحديات، وضعت الجمهورية الإسلامية الموريتانية بقيادة فخامة الرئيس، محمد ولد عبد العزيز، إستراتيجية وطنية ركزت على الرفع من مستوى المنظومة التربوية بصفة عامة، وبصفة خاصة قطاع التكوين المهني، فتم استحداث عدة مؤسسات متخصصة للمواءمة بين العرض التربوي وحاجات سوق العمل، كما تم إنشاء مدارس للامتياز لرعاية الطلبة المتفوقين، مما كان له أثر إيجابي على نتائج المسابقات الوطنية ومخرجات التعليم بصفة عامة.

وأنشئت وكالة وطنية لتشغيل الشباب ومنحت فرص في إطار التمييز الايجابي للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة؛ وكفلت الدولة الحريات الفردية والجماعية، وحررت الفضاء السمعي البصري ليضطلع بدوره الاستراتيجي كاملا، وانتهجت الحوار كمقاربة للإجماع حول الثوابت الوطنية. وضمن الاهتمام بالشباب، تم تنصيب مجلس أعلى للشباب كهيأة استشارية رسمية تعنى بقضاياه.

أصحاب السمو والمعالي نستعرض اليوم جدول أعمال حافل بالعديد من القضايا التي تهم عالمنا الإسلامي وتأتى القضية الفلسطينية في طليعتها، وانطلاقا من مسؤولياتنا التاريخية نؤكد، تمسكنا الراسخ بحقوق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة، والمضي قدماً في دعم صموده في وجه العدوان الإسرائيلي الممنهج، ووقف أعمال الاستيطان غير الشرعية وتوفير الحماية له ولمقدساته، وتكريس الجهود كافة في سبيل إيجاد حل شامل عادل ودائم يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة، ونطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري والأراضي المحتلة في جنوب لبنان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967. ونجدد ترحيبنا بالمبادرة الفرنسية لإحياء عملية السلام. وبخصوص ليبيا، ندعو الأطراف في هذا البلد الشقيق للعمل على نبذ الفرقة و استكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية.

ونناشد الأشقاء في اليمن إلى تغليب منطق الحوار للتوصل إلى نتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب الآجال. ونأمل أن يتوصل الأشقاء في سوريا إلى حل سياسي يعتمد على مقومات الحفاظ على الدولة السورية ويصون استقلالها وكرامة شعبها.

كما نؤكد على دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم “داعش” الإرهابي. السيدات والسادة، من منطلق إيماننا بمبادئ المنظمة، نبدي قلقنا إزاء حالات النزاع في العالم الإسلامي ونأمل تحقيق السلام والعدل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في إطار عمل منظمة التعاون الإسلامي، وفي هذا الصدد نرى أن من أولويات تعزيز العمل الإسلامي المشترك إيلاء أهمية كبرى لبرنامج العمل العشري الذي اعتمدته الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية بجدة 2014، والذي حرص على مواجهة المشكلات الاقتصادية لدول منظمتنا ووضع الخطط الكفيلة بتحقيق النماء والتخفيف من وطأة الفقر والجهل.

وقبل أن أنهي كلمتي، أشير إلى أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية إيمانا منها بأهمية العمل الإسلامي المشترك، ودعما لجهود منظمتنا العتيدة، أكملت، قبل أكثر من سنة من الآن، كل إجراءات التصديق على اتفاقيات المنظمة، بما فيها الميثاق. وختاما، أتمنى لأعمال دورتنا أن تتكلل بالنجاح و بلوغ الأهداف و الغايات التي نتطلع إلى تحقيقها وفقا لآمال وطموحات شعوب عالمنا الإسلامي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.