قام العاهل المغربي الملك محمد السادس السبت بزيارة لعبدالرحمان اليوسفي، الوزير الأول السابق، والكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، داخل مستشفى الشيخ خليفة بمدينة الدار البيضاء حيث يعالج من التهاب رئوي حاد. ووفقا للعرب اللندنية، ضجت وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بتعليقات تشيد بهذه الخطوة من ملك لقيادي كان من أشدّ المعارضين في المغرب، وقد حكم عليه سابقا بالإعدام.
وأكد العربي حبشي، القيادي بالفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن الزيارة تحمل دلالات عميقة تجسد نبل الالتفاتة الملكية وعربون محبة وتقدير لمناضل وطني ناضل من أجل استقلال البلاد ومن أجل ديمقرطة الدولة والمجتمع، ومن أجل انتقال سلس عاشه المغرب خلال نهاية التسعينات من القرن الماضي.وأضاف محدثنا، أن زيارة العاهل المغربي لعبدالرحمان اليوسفي تشير إلى أن عاهل البلاد يقدم الأستاذ عبدالرحمان كنموذج للسياسي الذي ينبغي أن يكون عليه باقي السياسيين من حيث النبل والاستقامة والنزاهة والحكمة. المغرب لا يزال في حاجة إلى اتحاد اشتراكي قوي له مكانته المجتمعية، ومستقل في قراراته.
وقد عبر جل السياسيين والإعلاميين على حسن البادرة الملكية مشيدين بأخلاق الوزير الأول الأسبق ورجل الدولة الكبير عبدالرحمان اليوسفي، وقال الكاتب والشاعر حسن نجمي والمقرب من اليوسفي، إن الزيارة الكريمة التي قام بها الملك محمد السادس تؤكد على الحرص الشخصي لجلالته على وضعه الصحي، وتدل على القيم الإنسانية والأخلاقية للملك.
وأشرف العاهل المغربي برفقة اليوسفي في يوليو الماضي، على إطلاق اسم عبدالرحمن اليوسفي على أحد أهم شوارع طنجة، مسقط رأس الزعيم الوطني الديمقراطي المغربي. وتم تعيين اليوسفي من طرف الملك الراحل الحسن الثاني وزيرا أول لما اصطلح عليه بـ”حكومة التناوب” من فبراير 1998 حتى 9 أكتوبر 2002، وكان الملك الراحل الحسن الثاني قد قام بدوره بزيارة لليوسفي سنة 1999 في مستشفى ابن سينا بالرباط عندما كان نزيلا هناك.
وبحسب نجمي، فإن هذه البادرة الملكية جعلت اليوسفي يتحول من فاعل سياسي إلى قيمة تاريخية للمغاربة جميعا وليس لحزب سياسي بعينه، شأنه في ذلك شأن علال الفاسي، محمد بلحسن الوزاني، المهدي بن بركة، عبدالرحيم بوعبيد، وغيرهم. وكان آخر ظهور رسمي لعبدالرحمان اليوسفي الأسبوع الماضي، عندما قصد أحد مكاتب التصويت بمناسبة انتخابات 7 أكتوبر، في ثانوية “ولادة” التأهيلية بالدار البيضاء، حيث أدلى بصوته الانتخابي رغم وضعيته الصحية غير المطمئنة.
وولد عبدالرحمن اليوسفي في 8 مارس 1924، بمدينة طنجة وانخرط في العمل السياسي والنضالي عام 1943، وقد أسس برفقة المهدي بن بركة وآخرين حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي انبثق عنه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
واعتقل اليوسفي مرارا وحكم عليه بالإعدام غيابيا وصدر حكم العفو عنه في 20 أغسطس 1980 فعاد إلى المغرب في أكتوبر 1980، واعتذر عن طلبات وطنية ودولية كثيرة لتكريمه بعد اعتزاله العمل السياسي في العام 2002 مشددا على أن “ما قام به واجب وطني ونضالي، وفعل الواجب يسقط التكريم”.