la retraite الميتة الصغرى | 28 نوفمبر

la retraite الميتة الصغرى

جمعة, 29/12/2023 - 15:55
من صفحة  سيدي محمد

في ستينيات القرن الماضي تقاعدت أول دفعة من الموظفين وجاء قرار (رترت) مفاجئا وكان من ضمن الدفعة العلامة المؤرخ المختار ولد حامد الذي قال :
ما يفعل الشيخ إذا رترتا :: وجاءه رترته بغتتا
وأدبر الصيف وجاء الشتا..
وله في نفس المناسبة أبيات أخرى منها :
وليس ناجٍ منا أي جيل..
تورية بالناجي ولد المصطف ومحمد جيل فقد تقاعدا معه وتقاعد معه كذلك محمد صالح "الننّ" ول الشيخ أحمد الفالي، ومحمدفال ولد البناني وغيرهم.

ويروى أن أحدهم قال لأحمدو باب ولد صلاحي إن " التاه والننّ وامّفال" رتَرْتُو فرد عليه :
(الناس لكبار ما ايرترتو)
وكان الشاعر الأديب التقي ول بلا رحمه الله لا يذكر المختار ولد حامد إلا قال: لا ينقضي تعجبي من المختار بن حامد حيث يقول أحسن شيء مثل:
مشت بيني وبين الشعر هند ....
ويقول أقبح شيء مثل:
ما يفعل المرء إذا رترتا..

ولما أعلم أحدهم التقي ولد بلا بإحالته للتقاعد من الوظيفة العمومية ابتسم وقال:
(ذلك تخفيف من ربكم ورحمة).

وفي (رترت) يقول  الإداري الأديب محمد فال ولد عبد اللطيف:
(رترتُ) جاءتْ مرحبًا (رترتُ) :: صاحبُها بالسوءِ لا ينعتُ
ذريعة الفسادِ مسدودَة :: عنهُ فلا يُرشَى ولا يسحَتُ
إن فاتَه سَعْيٌ إلى مكتبٍ :: تبقَى لهُ السُّبحة و الصبحةُ
والناسُ ليسَت عندهم حَاجة :: فيه فلا حولٌ ولا قوةُ
إن يتقاعدْ عن طِلابِ العُلا :: فلا ملامٌ عذره "رترتُ"
راتبه قَصْرٌ على رزقه :: ورزق من يجري عليهم C'est Tout

ويروى أن أحد أماثل المترجمين (رترتَ) فأصابته حالة نفسية فبنى خيمة ، وكفى مهرازا ظل يجلس عليه وجعل على باب الخيمة حاجبا، يستأذنه في إدخال الناس عليه كما كان يفعل الحرس على بابه.
وذات مرة قدم صهره للسلام عليه فاستأن له الحاجب فقال له الترجمان المتقاعد: سلم عليه وقل له إن اليوم ليس للمقابلات وإنما لتعدال كردانديتاتْ !!
فأسقط في يد الصهر وغادر.

وروى معالي الوزير عبد القادر ولد أحمدو عن الإداري المتقاعد بمب ولد أحمدو رحمه الله أن رترت هي "الموت الصغري" وأن العسكري اعلي ولد سيدي رحمه الله قال له إنه لم يعرف البكاء في حياته ولا غُدّته ولا دموعه قبل تلك اللحظة المشؤومة التي استدعاه فيها الكابتان لكي يخبره أنه أحيل إلى التقاعد وأن الدولة ستكرمه بميدالية وبثلاثة آزوازيل وبالتالي يتعين عليه أن يخرج بأهله و بمتاعه من الصنـﮔـه.

وحين تقاعد الترجمان الشهير دودو سك (محمدن ولد أبنو المقداد) ، قطع عنه الفرنسيون ذلك الصندوق الأسود فأنفض الناس من حوله (الناس صاحبها ألا لمتين).

ذات مرة كان يتكلم في السلك مع الإداري محمد عبد الله ول الحسن أملاز المجرية وكانت حالته المادية صعبة حين قطع الفرنسيون راتبه بالكامل قبل أن يرجعوا له راتبا أساسيا بدون علاوات بعد فترة.
أثناء الحديث قال محمد عبد الله لمحمدن عنو امعاه الأمير عبد الرحمن ولد اسويد أحمد (الدان) ، ﮔالو محمدن لحـﮔلي لو هذا الـﮔاف:
لحـﮔلِ لِلِّ ما تخطيه :: خصلَ من خصلاتْ اهلْ الملكْ
عنّ تارِ وِنِّ نبغيه :: ايمشيلي دَيْرَ فالسّلكْ
لما حكاه محمد عبد الله على الأمير الدان قال له:
ﮔولو يـﮔبظ اخلاصي واخلاصك الين نجابرو
والملك ﮔولو عن اتْلَيْلَ (والدة الدانْ) متوفيَ يامس.
وطبعا كان راتب الأمير والترجمان يأتيان من اندر حيث يوجد محمدن.

وكان الأمام الأكبر بداه ولد البصيري في دروسه يداعب الحاكم الشهير لمرابط ولد برو ، وكان بداه يطلق على لمرابط لقب (المجاز المرسل) ، كان بداه إذا ذكر أمرا من أمور السياسة يقول ذاك ﮔاع يعرفوه الحكام فيقول لمرابط:
ماهم بعد الحكام لمرترتين.

ومن الطريف قول أحدهم إن (رترت) تكفي منها (رَتْ) واحدة.

كامل الود