الجنرال الذهبي/ سيد أحمد التباخ | 28 نوفمبر

الجنرال الذهبي/ سيد أحمد التباخ

أربعاء, 15/02/2023 - 14:13
سيد أحمد التباخ

هو لقب خاص عرفته المجتمعات الحية وتمنحه لخيرة ضباطها واكثرهم نجاحا وكفاءة..
هنا نستطيع دون تردد، وبصوت جهوري أن نمنحه استحقاقا للفريق مسغاور ولد سيدي، ولانحتاج لتأكيد الأمر لكن من المناسب التذكير به في ظل الجو المشحون بالحملات المسعورة والتي تسعى ــ ولن تنجح ـــ لوضع حد لمسيرة ضابط شريف نجح في أكثر المهام تعقيدا وخدم ألوان العلم الوطني نحو اربعين سنة في أحلك المراحل وفي أسوأ الظروف.
في تاريخنا وفي ثقافتنا الشعبية الكثير من الموروث الذي يؤكد أن الإستهداف وكون الإنسان هو الهدف ومحط السهام تأكيدٌ على التميز وعلى التفوق وعلى علو الشأن والمقام، وهو مايجعل الحملة المسعورة ضد الفريق "مسقارو" مجرد نباح كلاب لن تمنع القافلة من المسير ولن تضع حدا للتألق والريادة.
وتوضيحا للواضح يمكن الحديث قليلا مع مرضى القلوب بقبس من مسيرة الرجل في خدمة الوطن بنزاهة ناصعة وبضمير نبيل، وفي مراحلة مختلفة قبل أن يكون النضال واتهام الناس وقذفهم بالباطل متاحا وبسيطا وعبر شاشسة هاتف ناعم .
قبل 30 سنة وقبل أن يولد أطفال حُقَنِ وأنابيب الهواتف والشحن الطائفي والعنصري، كان الرجل يقف بوجه مكشوف على ضفة الماء جنوب البلاد لحماية السيادة والدفاع عن الحوزة، وكان قبل الطرق المعبدة وثورة الاتصالات يجوب أخاديد الأرض الموريتانية خدمة للجمهورية ولأهلها وترسيخا للسيادة ولمعاني الدولة، وكان في كل مراحل خدمته وبشهادة رؤساءه ومرؤسيه مثال الرجل الوطني والضابط الجمهوري، حتى وصل بعرقه وساعده لأعلى مناصب القيادة الأمنية والعسكرية فقاد أربع أركان وأنشأ من العدم جهازا أمنيا يمسك اليوم بأكثر الملفات اليومية تعقيدا وقربا من المواطن.
وفي كل مهمة تسند له يشرع في رد المظالم وتحسين ظروف الأفراد والمعاونين وإعادة تأسيس القطاع وتزويده بما يرفع من قدرته من الموارد البشرية والمادية، وتجربة الحرس الوطني الناصعة خير مثال على ذلك وكذلك قطاع أمن الطرق. وعن قطاع الأمن الوطني الذي يرأسه اليوم، يمكن الحديث عن ثورة حقيقية في هذا القطاع ورفع الظلم عن أفراده وضباطه وتزويدهم بكل المعدات واللوزام ليكون جهازا أمنيا على مستوى التحدي والخدمة المطلوبة منه، وهو لعمري مادفع بالمتضررين من لصوص وسراق لمهاجمة الرجل وإستهدافه.
إن في كل عائلة محترمة ابن خائب، وحين جعل الفريق مسقارو من الشرطة عائلة محترمة فقد كان مدركا ان من بينها ابن او ربما ابنان او ثلاثة من الخائبين الفاسدين، ولم يحل بينه وبين استئصالهم الا الوقت الذي لا يجد منه حتى ما يقضي به بضع ساعات من الراحة والاستجمام العائلي.
فهل يمكن ان تعيبَ عائلة كبيرة كلها محترمة لأنها ابنا واحدا طلع "خائبا"؟ وهل يمكن ان تهاجم قائدا نزيها ومحترما لأن واحدا (او اثنين او ثلاثة) من بضعة آلاف من جنوده كانوا فاسدين؟
ندرك أن الرجل يقف سدا مانعا أمام كل من تسول له نفسه اللعب بوحدة البلد أو بتماسكه ومصيره، ولاتهاون في الضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بأمن المواطنين، وهنا يكمن السبب المباشر في البحث عن الرجل وإستهدافه عند أي سانحة، لكن لايضر السماء نباح الكلاب ولايضر الطائي إن عيره بالبخل مادر أو قِسا إن عيره بالفهاهة باقل.
لقد صنع الفريق "مسقارو" إسمه وحفر- له عميقا في لوحة الوطن نقشا ثمينا ورسما أصيلا لايمكن خدشه ولايمكن تجاوزه في التاريخ الوطني، فبصمته باقية مطبوعة على مرحلة من أكثر مراحل الوطن أهمية وحساسية، وإنجازاتهُ شاهد وشفيع وعاصم من الإشاعات المغرضة والكلام المعوض من بارونات الفساد والظلم.
إن ثقافة الرجل وسعة إطلاعه وتمكنه المعرفي والعلمي أوسمة أخرى تزين سيرته وتعطر خدمته للوطن وتضعه في مرتبة متقدمة مع قلة من الضباط المثقفين المسكونين بخدمة أممهم وشعوبهم وصناعة تاريخهم وكتابته ونقشه يوما وراء يوم.. إن من العبث بمكان التفكير مجدر التفكير بأن سيرة عمرها نحو 40 سنة في خدمة الوطن والناس يمكن أن تلوثها إشاعة بائسة من لوحة هاتف يبثها حاقد مدفوع من أعداء الوطن والخالصين في رعاية مصالحهم الخاصة على حساب الناس والأمة..
إن التاريخ يكتب والناس شهود الله في الأرض وماينفع الناس يمكث والزبد زبدٌ يذهب جفاء تذروه الرياح..
ونحن والتاريخ لن نسمح بغبن الشرفاء او الدوس على تاريخهم المثقل بالوطنية والصدق.
بقلم:
سيد احمد التباخ /إعلامي