(رويترز) - أبدت إيران استعدادها للحوار مع دول المنطقة خلال مؤتمر في الأردن يوم الثلاثاء حضرته السعودية، خصمها الإقليمي، لم تظهر فيه مؤشرات تذكر على أي تقدم ولم يتمخض عن اجتماع ثنائي بينهما.
ونظم العراق وفرنسا بشكل مشترك المؤتمر الذي يهدف إلى دعم الاستقرار في العراق والمنطقة على النطاق الأوسع. وتدعم طهران وهي أكبر قوة شيعية والرياض أكبر قوة سنية في الشرق الأوسط أطرافا متصارعة في حروب بالوكالة من اليمن إلى سوريا وأماكن أخرى.
ونص بيان ختامي على أن المشاركين استعرضوا تداعيات الأزمات الدولية على العراق والمنطقة، وقالوا إن التغلب عليها يتطلب تعاونا إقليميا دون تحديد إجراءات بعينها.
وقطعت السعودية وإيران العلاقات في عام 2016، ووفر الاجتماع على الشاطئ الأردني للبحر الميت فرصة لإجراء محادثات مباشرة، لكن لم ترد أنباء عن أي اجتماع بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
وقال أمير عبد اللهيان "نحن مستعدون للتعاون مع جميع دول المنطقة بما في ذلك دول جنوب الخليج". كما تعهد الوزير السعودي في خطابه بدعم بغداد، دون الإشارة إلى العلاقات مع إيران.
واستضاف العراق خمسة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين منذ العام الماضي، كان آخرها في أبريل نيسان، لكنها لم تسفر عن أي انفراجة في تهدئة التوترات في العراق أو أي بلد آخر.
وعلى الرغم من تشديد أمير عبد اللهيان على الحوار، سلط الضوء أيضا على دور إيران في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وأشار إلى قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإسلامي الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد في يناير كانون الثاني 2020.
وفي الوقت الذي تحدث فيه أمير عبد اللهيان في المؤتمر بالأردن، أشار إسماعيل قاآني خليفة سليماني، متحدثا في طهران، إلى السعودية قائلا إنها "لا تستحق أن تكون عدوا".
وتصاعدت التوترات بين إيران والسعودية منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران، حيث طالب الحرس الثوري السعودية بالسيطرة على إعلامها، وحذر وزير المخابرات الإيراني الرياض من عدم وجود ما يضمن استمرار طهران في "صبرها الاستراتيجي".
* "ما وراء الانقسامات"
كان اجتماع يوم الثلاثاء متابعة لتجمع في بغداد العام الماضي يهدف إلى إظهار الدعم للعراق الذي تعصف به الأزمات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وتغير المناخ والفساد وعدم الاستقرار منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن العراق يرفض التدخل في شؤونه الداخلية أو النيل من سيادته أو الاعتداء على أراضيه.
وأضاف أنه يرفض في الوقت نفسه أي تهديد ينطلق من أراضيه على أي من دول الجوار أو المنطقة.
ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن على الدول التركيز على الأمن والاقتصاد والمياه والبنية التحتية لدعم المشروعات الملموسة لدى الجميع. ولم يذكر أمثلة على مجالات للتعاون.
وقال ماكرون "معا، علينا أن نتجاوز الانقسامات الحالية"، مضيفا أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تفاقم الوضع في المنطقة.
حضر المؤتمر أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد النواف الصباح.
(شاركت في التغطية نادين عوض الله - إعداد أميرة زهران للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)
وسوم: