الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة! | 28 نوفمبر

الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة!

ثلاثاء, 13/12/2022 - 13:35

أقبح شيء فى هذا الوجود هو أن تكون موظفا، مقبوض عليك من الثامنة إلى الرابعة و النصف، بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها!
حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة؛ لن تستطيع التغيب إلا بإذن، و لن تأخد عطلة راحة إلا بإذن، و إذا مرضت لن يصدقك أحد، حتى تدلي بشهادة طبية، و أحيانا لن يصدقوا حتى مرضك الواضح على وجهك، فيرسلونك إلى الفحص للتأكد!
لن تتمتع بنوم الصباح، لن تتمتع بشبابك و رجولتك! .. سـتتيه وسط حروب تفرضها طبيعة شغلك، و تقضى حياتك ركضًا لتكون حاضرا فى الوقت الذى حددوه لك! 

ستعيش بأعصاب متوترة، تستهلك أقراصا مقوية، و أخرى ضد التوترات العصبية، ستظل تتمنى و تنتظر الزيادة في الأجور و ترقيات السلم الوظيفى، و تتابع الحوارات الاجتماعية و النقابات أملاً فى الحصول على مستحقاتك المنهوبة!

لن يسمح لك بالمغادرة إلا بعد أن تقضى معظم عمرك فى هذه الدوامة أو عندما تبلغ حد سن المعاش!

لن يحتفي بك أحد عندنا تحال إلى التقاعد، 

فقط زملاؤك سيحزنون بنهايتك، و قرب موتك، ليس من أجلك، و لكن من أجل حالهم التعيس الذي يشبه حالك!

و في أحسن الأحوال سيمنحك رئيسك المباشر شهادة، أو هدية بلا قيمة، هى عزاء في حياتك التى سرقت منك!

ستعود إلى البيت صامتا، و فى صباح أول يوم من تقاعدك سـتنتبه أن الأولاد رحلوا عن البيت، و أن شريكة حياتك هرمت، و غزا الشيب رأسها .. تتمعن فيها.... تتساءل متى وقع كل هذا حينها سينادى المنادى فيك: أن الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة، فلا تنخدع فى المُسكن المسمى بالمرتب الثابت!

حقيقة

من صفحة الاستاذ حمزة محفوظ على الفيس بوك