حكومة السراج تصل طرابلس بحرا وسط توتر حاد | 28 نوفمبر

 

فيديو

حكومة السراج تصل طرابلس بحرا وسط توتر حاد

خميس, 31/03/2016 - 19:41

وكالات: وصل رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج إلى طرابلس، أمس الأربعاء، يرافقه عدد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، رغم الرفض المعلن من السلطات المنافسة في البلد الغارق في الفوضى.
وبعد ساعات من وصوله، سمع إطلاق نار في وقت مبكر من المساء في طرابلس حيث تم إغلاق العديد من الطرق وعمت حالة من الهلع بحيث كان الناس يحاولون العودة إلى منازلهم.
ولم يعرف على الفور مصدر وسبب إطلاق النار، في حين يثير وصول السراج المخاوف من اشتباكات مسلحة في طرابلس بين السلطات المحلية من «فجر ليبيا» والجهات المؤيدة لحكومة الوفاق.
وقال السراج إن أعضاء المجلس وصلوا على متن سفينة حربية ليبية من ميناء صفاقس التونسي في رحلة استغرقت 12 ساعة.
ويعارض حكومة الوفاق مجلس الوزراء والبرلمان المقرب من ائتلاف ميليشيا «فجر ليبيا» في طرابلس والحكومة الأخرى القائمة في الشرق، والمعترف بها دوليا.
ودعا خليفة الغويل، رئيس حكومة طرابلس، السراج، إلى مغادرة العاصمة الليبية.
وقال الغويل في بيان تلاه عبر التلفزيون «على المتسللين غير الشرعيين أن يسلموا أنفسهم او أن يعودوا من حيث أتوا».
وقال المسؤول العسكري «وصل إلى القاعدة البحرية السيد السراج برفقة عدد من عضاء المجلس الرئاسي، وقد تناولوا هنا طعام الغداء وعقدوا اجتماعا مع ضباط في القاعدة».
ودعا موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا إلى «انتقال سلمي ومنظم للسلطات» بعد وصول السراج.
وقال مارتن كوبلر على تويتر «وصول المجلس الرئاسي إلى طرابلس يمثل خطوة مهمة في الانتقال الديمقراطي في ليبيا والمسيرة نحو السلام والأمن والازدهار»، داعيا إلى انتقال «سلمي» للسلطات.
من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي بما اعتبرها «فرصة وحيدة للاتحاد والمصالحة» بعد وصول السراج.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني إن «وصول المجلس الرئاسي إلى العاصمة (الليبية) يمثل فرصة وحيدة لليبيين من جميع الفصائل للاتحاد والمصالحة».
وتحدثت موغيريني عن «مرحلة مهمة في الانتقال الديمقراطي» للبلاد. واعتبرت أنه أمر «أساسي بالنسبة للمؤسسات واللاعبين والأطراف المعنيين الليبيين لبدء دعمهم والعمل مع المجلس وحكومة الوفاق الوطني».
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني وصول السراج إلى طرابلس «خطوة إلى الأمام لاستقرار ليبيا».
وقال «إنها خطوة جديدة إلى الأمام لاستقرار ليبيا. فبفضل تصميم رئيس الوزراء فايز السراج والمجلس الرئاسي بات ممكنا تحقيق تقدم جديد من أجل الشعب الليبي».
كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أن وصول السراج «خبر سار»، ورحب بـ»قرار شجاع» بالنسبة لليبيا.
وقد أعلن المكتب الإعلامي للسراج على صفحته في موقع فيسبوك «وصول رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى مدينة طرابلس».
وأضاف أن السراج الذي كان الثلاثاء في تونس، وصل على متن الباخرة الحربية الليبية «السدادة» برفقة سفن حماية.
وكان في استقباله كبار ضباط القاعدة البحرية ومسؤولون محليون بينهم حارس الخوجا، وزير الداخلية في السلطة غير المعترف بها في طرابلس.
ووصل السراج مع ستة من الأعضاء التسعة في المجلس الرئاسي، بينهم نائبا الرئيس أحمد معيتيق وموسى الكوني. وقال معيتيق على صفحته في فيسبوك «اليوم ومن طرابلس عاصمة كل الليبيين، سنباشر أعمالنا».
وحاولت حكومة طرابلس التي تدير العاصمة منذ أكثر من عام ونصف بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا» منع السراج وحكومته من دخول المدينة عبر وقف حركة الملاحة الجوية أكثر من مرة لمنع هبوط طائرة رئيس حكومة الوفاق في مطارها.
وأعلنت الجمعة «حالة الطوارىء القصوى» في العاصمة بعد إعلان حكومة الوحدة الوطنية عن رغبتها في الانتقال قريبا إلى طرابلس.
وقد ولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام وقعه برلمانيون ليبيون في كانون الأول/ديسمبر برعاية الأمم المتحدة، واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي، وهو مجلس منبثق عن الاتفاق ذاته ويضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة.
ويترأس السراج المجلس الرئاسي أيضا إلى جانب رئاسته لحكومة الوفاق.
وتحظى حكومة الوفاق بدعم الأمم المتحدة ودول كبرى لا سيما الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تواجه بالرفض من قبل السلطتين المتنازعتين على الحكم في ليبيا واللتين تطعنان في شرعيتها.
ويخشى سكان في العاصمة أن يؤدي دخول الحكومة إلى طرابلس رغم معارضة سلطاتها لها إلى اشتباكات بين الجماعات المسلحة الموالية للسلطات التي تدير المدينة، والجماعات التي قد تنحاز لحماية حكومة الوفاق.
وقالت فرنسا إنها ستقدم دعمها الكامل لمجلس الرئاسة الليبي المدعوم من الأمم المتحدة بعد وصول بعض أعضائه إلى طرابلس.
وقال جان مارك أيرولت وزير خارجية فرنسا في بيان «أنا سعيد بهذا القرار الشجاع»، داعيا كل المؤسسات الليبية للوقوف وراء السلطات الجديدة.
وأضاف «يمكن لحكومة الوحدة الوطنية الليبية أن تعتمد على دعم فرنسا الكامل في التصدي للتحديات التي تواجهها وأولها وأهمها الحاجة الملحة لوقف تقدم داعش» مستخدما الاختصار العربي غير الرسمي لتنظيم «الدولة الإسلامية».