ليبيا المبعوث الأممي الثامن مجرد مسكن ؟!. الحسين ولد سيدي ولد الزين | 28 نوفمبر

ليبيا المبعوث الأممي الثامن مجرد مسكن ؟!. الحسين ولد سيدي ولد الزين

خميس, 29/09/2022 - 19:38

 لم تعد ليبيا ملفا "مهما" في ترتيب أولويات الدول  ( المسيطرة) على الوضع فيها الآن على الأقل ؟!
وذلك لأن متغيرات كثيرة .. أستجدت على المشهد الدولي ، فأنشغلت بها تلك الدول التي كانت تتبرى على رقعة الشطرنح الليبية يوميا !
فبالنسبة لآمريكا وحليفها الأربي منغمسان في الأزمة الأوكرانية ظاهريا عن بعد 
والحقيقة انهما لاعبون أساسيون فيها عبر الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي المعلن والمستمر منذ إندلاع تلك الحرب ؟
اما روسيا فهي الطرف الفاعل بكل قواها العسكرية والإقتصادية والسياسية والدبلوماسية في الحرب التي تخوض غمارها ضد أكرانيا والتي تجاوزت شهرها السابع دون أن تلوح في الأفق أية بادرة لحلها، وذلك بسبب إصرار روسيا على هزيمة كل الأعداء..!
إن إنشغال الدول الكبرى بهذا الملف ومانجم عنه من نتائج إقتصادية ، بدت وكأنها حرب بين المعسكرين الآنفي الذكر حيث نجم عن خلافهما  بروز مايكمن تسميتها بالدول "الثانوية !" في الملف الليبي كتركيا ومصر وحلفائهما هذه الدول لم تكن كذلك خارجة على حسبة الإنحياز كل منها في مايعنيها للطرف الأقرب إليها في الحرب الروسية الأكرانية وهذا ماجعلها بدورها تتحول من (فاعل أساسي) في القضية الليبية إلى مراقب لما ستكون عليه الخطوة القادمة في ليبيا !
وما إن أيقن الفرقاء اللبيون من إنشغال الرعاة الكبار عن متابعتهم لمجريات الأحداث في الداخل الليبي حتى وثب كل طرف إلى حمل سلاحه في وجه خصمه عله يحقق مكاسب جديدة يضيفها لترجيح كفته هو وحلفاءه عند أول لفتة قادمة لتحريك الوضع المتسم بالجمود سياسيا والإقتتال عسكريا.
وفي هذا الصدد تصاعد أوار الحرب بين الحكومتين المتتافسين على السلطة قوات فتح باشاغا المعين من البرلمان التي شنت هجوما على العاصمة طرابلس حيث يتواجد خصمه محمود دبيب الذي يقود حكومة ( الوفاق) 
وأمتدت المعركة أياما خلفت ضحايا بين المدنيين وكذلك الممتلكات قبل ان تنتهي دون الحسم  لأي منهما .
في هذا الوقت خرج على الجميع قرار من أمين عام الأمم المتحدة يعلن فيه عن تعيين مبعوث جديد هو الثامن في قائمة عدد المبعوثين الأمميين حتى الآن إلى ليبيا منذ أزمتها في العام 2011.
وهو إفريقي وسبق له ان عمل في البعثة الأممية في ليبيا ومضطلع على الملف الليبي ويعرف كافة الفرقاء اللبيين.
لكن السؤال: الملح لذى يشغل بال جل المراقبين للملف الليبي كيف تم تعيين هذا المبعوث بعد أن إستعصا ذلك لأكثر من سنة بسبب خلافات بين كل من روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة والإتحاد الأوربي من جهة ثانية ، ليتم القرار الآن دون إعتراض من أي من هذه الأطراف المتخاصمة في ليبيا والمتحاربة على الأراضي الأكرانية؟
- كذلك هل بإمكان المبعوث الأممي الجديد تحقيق أي تقدم في الملف الليبي وحده متجاوزا كل هذه الأطراف ؟!
أم أن دوره الغير معلن هو تسكين الوضع على ماهو عليه ؟
وماحجم الآمال التي يعلقها الليبيون على وجود مبعوث أممي في هذا الوقت من أزمتهم ؟.

  - بقلم    الحسين  الزين  بيان