للنقاش المفيد | 28 نوفمبر

للنقاش المفيد

أربعاء, 15/06/2022 - 11:23
الشيخ سيدي عبد الله

على ضوء الضجة التي تحدثها دائما أسئلة الامتحانات والمسابقات في بلدنا …
وعلى ضوء جهل أغلب أبناء البلد بما في ذلك طلابنا الذين يدرسون في الخارج ويفترض فيهم تمثيل البلد، جهلهم بأدب وطنهم..

ألم يانِ لواضعي المقررات الأدبية أن يتوقفوا عن تدريس نتاجات أدبية تجاوزها الزمن وينتبهوا إلى تدريس الأدب الموريتاني ومنح الطلاب زادا معرفيا عن نتاج شعرائهم وكتابهم ؟

كم من مرة يتصل بنا بعض أبناء البلد المغتربين والدارسين في أعرق الجامعات يسألون عن بدهيات في الأدب والثقافة الموريتانيين، لأن لديهم بحثا أو مناسبة وطنية ( الاستقلال) تحتاج حضورا للنتاج الأدبي الوطني..
شخصيا أتفهم وضعهم، فقد خرجوا من بلدهم دون أن يدرسوا أي معلومة عن أدبهم وثقافتهم..

وطبعا يحصل الاستغراب هنا التساؤل :

- ما مردودية معرفة أدب أدباء والمشرق والمغرب وحدهم على موريتانيا؟
- كيف نعمل على أن يتخرج الطالب أكثر دراية بطه حسين من الشيخ سيدي محمد الكنتي؟ إذا كان المعيار هو النثر الفني السلس ..

- كيف نعمل على تخريج جيل أدرى بشوقي من ولد رازكه واليدالي وابن الطلبة وابن الشيخ سيديا رغم عدم تباعد الجماعة زمنيا ؟
وقس على هذا عشرات الأسماء..
نحن هنا نخدم ثقافة مصر وأدباء مصر ..
وليست هذه دعوة لتجاهل آداب الشعوب والأمم الأخرى، ولكنها دعوة لخلق جيل يعرف شيئا من تاريخه الأدبي ..
هل تدرّس مصر الآن محمد محمود ولد التلاميد؟
الرجل محذوف من المناهج رغم ذكر صديقه ورفيقه محمد عبده..

إنني أدعو وزارات التعليم عندنا إلى مراجعة المناهج التربوية وتحديدا منهج الأدب، حتى يتسلح الطالب بشيء من أدب وطنه وسيكسبه ذلك ثقة وانتماء…

فمثلا : لدينا شعراء كثر ينتمون للمدارس الشعرية المعروفة لماذا لا يحضر منهم ثلاثة أو أربعة في المناهج جنبا إلى جنب مع نظرائهم من المشرق؟..
لدينا مسرحيات مكتوبة ومطبوعة فلماذا لا يعرف عنها طلاب الباكلوريا شيئاً…
لماذا لا نعلم هؤلاء الطلاب ان اليدالي سبق نازك الملائكة الى الثورة الايقاعية في الشعر العربي؟
على اعتبار ان تونس ومصر واليمن وغيرهم كلهم يدعي الريادة ويدرّسها لأبنائه؟..

أعتقد أن الأمر ينبغي الانتباه له ونقاشه حتى في منهج الجامعة الأدبي..
طلاب الآداب في الجامعة لا يعرفون شيئا عن أدب هذه البلاد، ويجهلون أسماء مشهورة ومؤلفات أكثر شهرة..

التعليم هو بداية الشعور بالانتماء وما دام الوطن غائبا في المقررات فلا تنتظر مواطَنة في المستقبل ..
ليست هذه دعوتي الأولى حول هذا الموضوع ولن تكون الأخيرة إن شاء الله …