.gif_pagespeed_ce_EybNdXZut_.gif)
أثارت في نفسي الرّهبة ، تلك اليمين المغلظة التي أديتها امام محكمة الاستئناف بأنواكشوط ، إيذانا بإلتحاقي حسب الأصول الشرعية و القانونية بمهنة التوثيق، كمساعد موثق معتمد محلف من الفئة الأولى .
منذ لحظتها اختلطت مشاعري لما أحسسته من كبر المسؤولية و عظم الأمانة .
فمهنة التوثيق موكولا إليها العديد من المهام والوظائف الخطيرة والحساسة من أهمها خدمة الناس بالحفاظ على حقوقهم وضبط معاملاتهم وتسهيل حياتهم ... فطبيعة اعمال الموثق تفرض الكثير من اليقظة والدقة والتركيز ، فهي الأساس للملفات القضائية بصناعتها للأدلة الحاسمة وإثباتها للالتزامات الضرورية ، و إنارتها لجهات التحقيق وجهات الإتهام و الحكم بوثائقها ومحرراتها الفاصلة.
كل هذا يجعل المرء يعمل في محيط لا مكان فيه للسهو والخطأ ، محيط مخاطره ومسؤولياته المدنية والجزائية قد تقضي على مستقبل الموثق أو تنهي حياته الوظيفية .
وعلى هذا الأساس كان لابد من وجود وسائل أستطيع من خلالها أن أودي أعمالي بأمانة وصدق كما أقسمت عند تولي مهام وظيفتي دون أن أخاف القيام بهذه المهام خشية الخطأ والجزاء، أو أن أضع العديد من العراقيل امام الناس ، فتتعطل مصالحهم ، فأكون بذلك عبئا على المرفق القضائي ، لا عونا له كما أراد المشرع .
ما هي تلك الوسائل ؟
1- أُحصن نفسي بالعلم والمعرفة من خلال القراءة و المطالعة ومتابعة كل جديد من قوانين ومراسيم ومقررات وقرارات ومنشورات وتعليمات ومقالات وندوات ومستجدات سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية .
2- استشعر ان الله قد سخرني لخدمة الناس لا لتعالي عليهم، وجعلني لقضاء حوائجهم لا لتعطيلها .
3- أُلزم نفسي بالصدق والتواضع مع الآخرين ، واحترام مرؤوسي بالعمل و أكون مساعدا مخلصا معينا لإحقاق الحق.
4- اربط الصلات بزملائي المحلفين الموثقين و أتبادل معهم الخبرات و التكوينات والإرشادات ، و أتعاون معهم في كل ما من شأنه رفع مستوى مهنتا .
5- أثق في قدراتي الشخصية و أتقبل تحمل المسؤولية ، وأتريث في اي عمل أقوم به ،و لا أخجل من سؤال اهل الخبرة ، دون المساس بواجب التحفظ و بأسرار مهنتي وأرشيفها .
6- أتخلص من المخاوف والوساوس الغير مبررة كالخوف من ارتكاب الخطأ ، فالخوف يشتت العقل ويقلل التركيز ويفقد الهيبة ويقتل الهمة .
7- أجعل دائما هدوئي وحجتي الواضحة هما السبيل إلى إقناع الآخرين بوجهة نظري ، وإذا رأيت اني مخطئ فلا أتردد بالتراجع عن الخطأ فورا.
8- لا أقبل تحت اي ظرف ان اكون شريكا في اي عمل مخالف لنصوص القانون .
9- لا أقحِم نفسي في أي تفاوض ولا أقوم بتحرير أية محررات عرفية ولا أشارك بأي عمليات سمسرة ولا أتدخل في ادارة أي مؤسسة تجارية أو صناعية ، بذلك أحافظ على كرامتي وكرامة مهنتي و وقارها.
10- امتنع عن تحرير العقود التي يكون طرفا فيها احدا من عائلتي أو أقربائي المقربين، أو التي تتضمن بنودا لمصلحتهم .
11- أخلق بيئة عمل صحية تتوفر فيها شروط عمل مقبولة من أدوات واجهزة و وسائل راحة ، تعين على العمل الايجابي المنتج بعيدا عن الأجواء السلبية.
12-أستشعر دائما أن ما أكتبه و أحرّره أمانة سأسأل عنها غدا أمام الله عز وجل .
وفي الأخير اعرف أخي المحلف مساعد الموثق ان نجاحك يقاس بما تقوم به من دور في تقريب خدماتك للمواطنين وتسهيل الدرب لهم في الولوج الى هذا المرفق القضائي الهام ، فأوصيك ان يكون رأسك مرفوعا دائما و شعارك "خدمة الناس هي هدفي وغايتي" .
الاستاذ : عبد الرحمن ولد محمد المهدي ، موثق مساعد معتمد محلف من الفئة الأولى .