الحروب ….والبروباغندا | 28 نوفمبر

الحروب ….والبروباغندا

سبت, 05/03/2022 - 23:24

خلال عقود عشتها في اسبانيا لم يسبق لي أن شاهدت إجماعًا يشبه في اتساع نطاقه التوافق الحالي في وسائل الإعلام الاسبانية بمختلف توجهاتها السياسية، ومشاربها الفكرية حول الدفاع عن أوكرانيا وانتقاد ومهاجمة خصمها الروسي وتشويهه. 
وينعكس هذا الموقف على حد سواء في انتقاء الخبر، وفي المقالات التحليلية، ومقالات الرأي واختيار الصور والضيوف المستجوبين. 
ولا يقتصر الأمر عند مجرد دعم موقف الحكومة الاوكرانية من النزاع، وإنما يتجاوزه للنيل من خصمها الروسي عبر نقل أسوأ ما يمكن نقله عنه من اخبار سيئة وعن قيادته وقواته المسلحة، صحيحة كانت هذه الأخبار ام مجرد فبركات وتكهنات أو إدعاءات للعدو .  
ولا تكتفي وسائل الإعلام الاسبانية بذلك بل تبذل أيضًا جهدًا مضنيا لاستقطاب تعاطف الجمهور الاسباني العام مع اوكرانيا، تارة عبر تمجيد صمود وبطولات الاوكرانيين الحضاريين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة في وجه الغازي الروسي سيئ التسليح والتموين، وتارة أخرى عبر تصويرهم مستضعفين شبه عزل يواجهون مع أطفالهم الابرياء وبناتهم الشقراوات الحسناوات الوديعات قوة عاتية لا ترحم.
 آخر ما أجمعت وسائل الاعلام الاسبانية على تسويقه بهذا الخصوص هو مواطن أوكراني اسمه " تاراس" أفادت قبل أيام  بأنه حاول إغراق يخت تابع لأحد الأوليغارشية الروسية في ميناء جزيرة مايوركا قبل ان يمنحه القاضي الحرية المؤقتة في انتظار محاكمته. وفي اليوم التالي انطلق في رحلة مسافتها 3400 كيلومتر بدأت باستقلال طائرة إلى مدينة زيورخ، ثم طائرة أخرى إلى العاصمة البولندية وارسو  ليأخذ منها قطارًا إلى كييف للدفاع عن مدينته. هناك "لم يجد 'تتراس' في البداية سلاحًا له. . إلا انه في الأخير حصل عليه مساء  اليوم"، لتنشر الصحف صورة قالت انها له وقد بدا فيها  فخورًا ببندقيته!.

 

 

من صفحة الإعلامي الموريتاني المقيم باسبانيا: سيدي محمد ولد الطلبة