تعليق على مَشاهد

بداية: يعجبني كثيرا طموح المنتج Savra Vouad للفن الموريتاني غناء وتمثيلا، وأعجبني أكثر تدشينه سياسة جديدة في التعامل مع الممثلين وخاصة المبلغ المالي الذي تم الاتفاق عليه بين شركته وبعض الفنانين مؤخرا.
نحن بحاجة لنوع من الجدية تجاه الفن و غيره من الأجناس الثقافية التي صنفناها يوما ضمن ( الفنون سيئة السمعة)…
لماذا نستكثر على ممثل أو لاعب كرة قدم أو وجه اعلانات تجارية مبلغا محترماً؟..

اليوم لاحظت بعض التنمر على أحد الشباب عندما أعلن أنه سيخصص جزءا من صفحته على الفيس للاعلانات مدفوعة الثمن..
وكانت التعليقات عليه من قبيل : ( اهيه بان اعل حقيقتك)..( هامك تحصيل المال من صفحتك).. مع بعض التعليقات النابية، الجارحة…
وكأن الشاب اقترف جرما لا تمحوه العاديات..
مثل هذا الشاب يجب تشجيعه واحترامه.. فهو يقوم بعمل محترم وراق، وهو عمل يتنافس عليه اليوم شباب العالم الراقي..
ما الضير في أن يخصص شاب مساحة من صفحته أو قناته على اليوتيب … لتأمين دخل مادي؟
لدينا هنا مئات الشركات المحلية والأجنبية التي تجني شهريا من الأرباح ما لا يصدق، وهي حتما تخصص جزء من استثمارها للاعلان والترويج، فلماذا لا ينتهز شبابنا هذه الفرصة للتغلب على البطالة والنوم الثقيل ؟..
لو كان بعض شبابنا استثمر جزء من وقته الذي يقضيه في هذه الفضاءات متنمرا، ومسيئا، ومجرّحا، و ( داسرا أو داصراً) .. استثمره في ابتكار آلية لجني أرباح من الاعلانات المحترمة والشريفة .. لكنا قطعنا شوطا كبيرا في هزيمة العطالة..

لنتوقف عن اعتبار العمل ( أي عمل شريف) جريرة أو جريمة..
لندعم الشباب الذين يريدون الاستفادة من حضورهم على هذه الفضاءات ..دون أن يكون في ذلك مس بالدين والقيم والأخلاق…

وتأكدوا من أن الحياة لن ترحم أولئك الذين لا همّ لهم سوى نشب أظافر الاحباط في طُلاب النجاح…

 

 

من صفحة الدكتور: الشيخ معاذ سيدي عبد الله

مكلف بمهمة بوزارة الثقافة