انتُظر عامين وحمٌَل كل طرف تأخيره للآخر: هل تحول "التشاور" كرة تتقاذفها القوى السياسية؟ (تحليل) | 28 نوفمبر

انتُظر عامين وحمٌَل كل طرف تأخيره للآخر: هل تحول "التشاور" كرة تتقاذفها القوى السياسية؟ (تحليل)

خميس, 24/02/2022 - 07:38

فجأة تحول التشاور الوطني بين القوى السياسية، والمجتمعية الموريتانية إلى ساحة للتجاذبات، والبيانات، والبيانات المضادة بعد شهور من التهدئة السياسية اعتقد معها الموريتانيون أن طبقتهم السياسية، موالاة، ومعارضة ستجتمع تحت سقف واحد لبلورة عَقد سياسي، مجتمعي يحتكم إليه الجميع بعد عقود من التنافر، وتوجيه التهم باختطاف السلطة، والاستئثار بمفاتيح المال، والنفوذ.

 

جهوزية رسمية

 

مساء اليوم الأربعاء قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المختار ولد داهي للصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة "ما يعرقل الحوار الوطني هو قطب من المعارضة"، مضيفا: "نفس القطب المعارض (لم يسمه) الذي يتردد عن الحوار كان مستعجلا عليه وكان يطالب به"، على حد وصفه.

الوزير ولد داهي أكد استعداد حكومته للمساعدة "بكل ما يلزم في تحضير وإطلاق الحوار الوطني في حال اتفقت الأطراف السياسية على الطريقة والآلية"، حسب تعبيره.

 

تهم بالمماطلة..والمغالطات

 

حديث الوزير ولد داهي جاء ردا على بيان لستة احزاب معارضة صدر أول أمس الاثنين اعتبر ان "بعض الدوائر ما زالت تسعى إلى تقويض هذه الديناميكية، (جو التهدئة) التي انطلقت منذ فترة، من خلال مناورات مختلفة، تتسم بالمماطلة"، حسب البيان الذي وقعته أحزاب: اتحاد قوى التقدم، ائتلاف العيش المشترك، ائتلاف العيش المشترك/حقيقة وتصالح، التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، تكتل القوى الديمقراطية، حزب التناوب الديمقراطي (ايناد) وقال إنه "‏وبما أنّ هذا الحوار قد استوفى شروطا مقبولة، فإننا نلفت انتباه السلطات إلى أن الوقت قد حان لإطلاقه، بُغية إعادة الأمل إلى الموريتانيين، والمضي قدما في تعزيز اللحمة الوطنية، وترسيخ الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتنفيذ برنامج واسع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يضمن نمو وازدهار البلاد"، يضيف البيان.

بيان قوى من المعارضة أثار حفيظة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم الذي رد في بيان نشره يوم أمس الثلاثاء اتهم فيه قوى في المعارضة ب"المغالطات والغموض"، مشيرا إلى أن "الجميع يدرك أننا (الأغلبية الحاكمة) أصحاب مبادرة تنظيم التشاور الوطني الشامل، وقد أصر حزبنا على إشراك جميع الأحزاب، في حين أن البعض -حينها- كانت لديه نية بتجاوز البعض الآخر، ونحن من رفض ذلك، واليوم يتكرر نفس السيناريو، وهو ما نسعى أيضا لرفضه، حرصا منا على عدم إقصاء أي طرف"، حسب وصف البيان.

 

محمد أحمدو محمذ فال - صحفي