عن المعضلة المالية | 28 نوفمبر

عن المعضلة المالية

جمعة, 21/01/2022 - 20:11

في سياق الأحداث في جمهورية مالي يبدو من الواضح أن ثمة من يسعي إلي جر موريتانيا إلى حلبة الصراع المحتدم في المنطقة بروافده الإفريقية ممثلة في الاكواس، والدولية بين الغرب، وروسيا. 

وبعد الفشل في إقناع قيادة البلد في إتخاذ قرارات إرتجالية تابعة وغير مدروسة، أخشي أن سيناريوهات جديدة ترسم الآن في المنطقة من خلال "التوتير والتثوير" الذي تزداد وتيرته بشكل متسارع منذ الإعلان عن قتل مواطنين موريتانيين في ظروف " غامضة "، ومتضاربة خلال اليومين الأخيرين. 

في موجة التوتير والتثوير هذه برز لدي بعض مواقع الإعلام الموريتاني تعبير " ذبح موريتانيين في مالي" في إشارة إلى مقتل الموريتانيين، وهو مصطلح وافد على قواميس الإعلام الموريتاني،
وبحكم خبرتي المتواضعة في الإعلام، وكيفية إختيار العنوانين، والهدف منها يبدو واضحا أن ماوراء إختيار مصطلح خبر "ذبح الموريتانيين"، هو التشنيع، وصب زيت الخبر على نار الرأي العام الوطني من أجل التمهيد( للإشعال والإشتعال ) .....

لاشك أن مقتل أي مواطن موريتاني هو أمر مؤلم، ومؤسف للغاية ويستدعي التحري والمتابعة حتي تتحقق العدالة ضد القتلة، لكن المؤكد أن إدارة ملفات معقدة مرتبطة بالجوار الإقليمي، والدولي تحتاج إلى الكثير من الهدوء والحكمة من أجل إتخاذ قرارات إستشرافية عاقلة تتجاوز منطق التوتير والتثوير، ومصطلحات الذبح إلى ماهو أبعد من ردود الفعل العاطفية غير المدروسة، فنحن أمام  متغيرات متسارعة في المنطقة المغاربية، ودول الساحل.
متغيرات قد تقود الجميع إلى المجهول في حالة إتخاذ أي قرار إستعجالي غير مدروس.
 وفي هذه الحالة نحن بحاجة أن ننظر للأوضاع بالكثير من عقل (الجيو بلوتيك)، والقليل من عاطفة التثوير والتوتير. 

وعند نداك نلبي أجل

 

من صفحة المراسل الدولي: محمد الأمين خطاري