هل خسر المليون في اول اختبار دبلوماسي؟: 3 دول خليجية تسحب سفراءها من لبنان بسبب "جورج قرداحي" | 28 نوفمبر

هل خسر المليون في اول اختبار دبلوماسي؟: 3 دول خليجية تسحب سفراءها من لبنان بسبب "جورج قرداحي"

سبت, 30/10/2021 - 13:34

استدعت الكويت اليوم السبت، سفيرها من بيروت، ومنحت القائم بأعمال السفير اللبناني لديها مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد احتجاجا على تصريحات لوزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي.

خطوة الكويت جاءت بعد 24 ساعة من إعلان السعودية استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور وطلبها من سفير لبنان لديها مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، احتجاجا على تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، قبل توليه الوزارة، بشأن الحرب في اليمن ودور التحالف العسكري بقيادة السعودية فيها،كما طلبت البحرين من السفير اللبناني أمس الجمعة، مغادرة المملكة خلال 48 ساعة.

ووفق بي بي سي عربي فقد اجتمعت اليوم السبت، خلية مكونة من مجموعة من الوزراء اللبنانيين، يديرها وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، لإدارة الأزمات، لمناقشة الخلاف الدبلوماسي مع السعودية الذي أدى إلى طرد المملكة لمبعوث لبنان لديها وحظر جميع الواردات اللبنانية.

وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في بيروت، إن ريتشارد مايكلز، نائب رئيس البعثة الأمريكية في لبنان، انضم إلى الاجتماع، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

ويلقي الخلاف الحالي بشأن التعليقات الانتقادية التي أدلى بها وزير الإعلام بظلاله على الأزمات التي تعاني منها لبنان منذ سنوات وسط دعوات تطالب باستقالة قرداحي.

ويرى مراقبون أنه إذا استقال قرداحي، فيمكن للوزراء المدعومين من جماعة حزب الله وحليفتها حركة أمل أن يحذوا حذوه في وقت تكون فيه الحكومة مشلولة بالفعل بسبب الخلاف حول التحقيق في تفجير بيروت في أغسطس / آب 2020.

من جهته طلب رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، من وزير الإعلام جورج قرداحي "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية".

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان عن بيان رسمي لميقاتي قوله إنه أبلغ قرداحي هذه الرسالة في اتصال هاتفي بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون "في المستجدات الأخيرة مع المملكة العربية السعودية".

ودعت مجموعة من رؤساء الوزراء اللبنانيين السابقين، السبت، قرداحي إلى الاستقالة، قائلين إن تصريحاته وجهت ضربة قوية للعلاقات مع دول الخليج العربية.

وقال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب إنه سيتولى "إدارة خلية مهمتها الأساسية رأب الصدع لتجاوز الخلاف المؤسف المستجد".

ووصف، في بيان رسمي، ما يحدث بأنه "مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج"، وأضاف انه "يمكن تخطيها وحلها عبر الحوار".

وقال بوحبيب إن "لبنان حريص أشد الحرص على إبقاء خطوط التواصل والتلاقي مفتوحة، مع المملكة العربية السعودية وأشقائه الخليجيين"، وإنه "مصر على استعادة أطيب وأفضل العلاقات المبنية على كل ما يجمعنا ويقربنا".

وكانت السعودية أعلنت في وقت سابق من مساء الجمعة، استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور ومغادرة سفير لبنان لديها خلال 48 ساعة، في تدهور سريع للأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي أشعلتها تصريحات قديمة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي والتي تناولت الدور السعودي في اليمن.

من جانبه يعتبر جورج قرداحي أن تصريحاته تعكس رأيا شخصيا قبل توليه الوزارة، ولا تعبر عن موقف الحكومة اللبنانية الحالية، لكن السعودية لم تقبل توضيحه.

وفي بيان صادر عن الحكومة السعودية، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أُعلن عن وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة.

وجاء في البيان أن "التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، تمثل حلقة جديدة من المواقف المستهجنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة".

وكان قرداحي قد اعتبر، في مقابلة تلفزيونية بثت الاثنين الماضي وأجريت قبل توليه حقيبة الاعلام في الحكومة اللبنانية في أيلول/سبتمبر، أنّ الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي".

وقال قرداحي في برنامج "برلمان شعب" الذي يذاع على موقع "يوتيوب" في إشارة إلى الحوثيين، "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بالطائرات" التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.

واعتبرت الخارجية السعودية هذه التصريحات "تحيزاً واضحاً لميليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة".

فيما أعربت الحكومة اللبنانية في بيان عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه "لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً".

لكنّ قرداحي رفض "الاعتذار" عن "آرائه الشخصية". وقال "أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلم أعتذر؟".

وكان ميقاتي قد قال إن موقف قرداحي، الذي اعلنه قبل توليه مهامه الوزارية، "لا يمثل رأي الحكومة".

وأكد التزام حكومته بإقامة علاقات "جيدة" مع السعودية. كما دعا من وصفهم بالشركاء العرب إلى "تنحية الأزمة الدبلوماسية الناتجة عن تصريحات وزير الإعلام وراءهم".

وقال ميقاتي، في بيان رسمي، إنه "يأسف" لقرار السعودية طرد السفير اللبناني وحظر الواردات، لكنه قال إنه "سيواصل العمل على إصلاح العلاقة بين البلدين".

وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إن حزب الله "كان أيضا مسؤولا عن الخلاف مع السعودية ودول الخليج الأخرى". واتهم الحزب بأنه "يشهر العداء للعرب ودول الخليج العربي".

وأضاف الحريري، في تغريدات على تويتر الجمعة، أن السياسات التي تم اتباعها مؤخرا "قادت لبنان إلى عزلة عربية غير مسبوقة في تاريخه".