رغم الانتشار المقلق لحالات الاصابة، والوفيات الناجمتين عن الموجة الثالثة من فيروس "كورونا" في عموم البلاد، تبدو سيارات الأجرة في العاصمة نواكشوط غير معنية بتطبيق الاجراءات الاحترازية المعلن عنها من قبل الجهات الرسمية كالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، واصطحاب آلات التعقيم.
موقع 28 نوفمبر تجول في بعض نقاط تجمهر سيارات الأجرة في عدة محاور طرقية في العاصمة، وأعد التحقيق التالي:
...متروكة للقدر
بالنسبة إلى (م.ع. س) الستيني الذي يستقل ثلاث سيارات أجرة في طريق وصوله يوميا إلى محل عمل عمله قرب شاطئ المحيط الأطلسي فإن المخاوف من فيروس "كورونا" تبدو وجيهة، لكن فرض الإجراءات المعلنة على من يسميهم "خلق نواكشوط" الذين يستخدمون سيارات الأجرة التي تفتقد إلى المقومات الفنية هو ضرب من "أخروج" حسب تعبيره.
وجهة النظر هذه يتبناها عدد معتبر ممن استطلعنا آراءهم من مستخدمي سيارات الاجرة بشكل يومي في العاصمة، حيث يبدو أنهم منسجمون مع الواقع الذي تعرفه هذه السيارات من اكتظاظ، وتجاهل تام للوضعية الوبائية، وما تستلزمه من حيطة، وتعزيز الوعي الصحي بين عامة الناس.
...عدم اكتراث
(ع.ب) سائق سيارة أجرة على محور : ملتقى طرق مدريد - تفرغ زينه، وقد وجدت صعوبة في إقناعه في الحديث معي، فهو يرى أن الصحافة "خطيرة" دون ان يفسر مقصده.
سألته عن سبب تجاهل جمهور سائقي سيارات الاجرة للوضعية الوبائية، وعدم التقيد بالضوابط الصحية المعلنة من قبل الحكومة بخصوص سيارات النقل.
بالنسبة له هو فإن أجواء "كورونا" لا تختلف عن غيرها، وحسب رأيه فإنها لا تعدو كونها "شماعة" لجمع التمويلات الأجنبية، وما يعلن بشأنها موجه إلى الخارج على حد زعمه، مستدلا على ما ذهب إليه يتجاهل نقاط التفتيش للاكتظاظ اليومي في وسائل النقل الحضري.
أخيرا
حاولت خلال إنجاز هذ التحقيق إجراء مقابلات مصورة مع عدد كبير من المعنيين بالموضوع، من سائقين، وركاب عاديين لكن إنجاز المهمة تعذر.
حتى أولئك الذين أدلوا لي بتصريحات اشترطوا عدم ذكر الإسم كاملا.
وما بين عدم اكتراث السائقين بالضوابط الصحية التي يفرضها الوباء، وتقاعس الجهات المختصة عن فرض التقيد بها تستمر سيارات الاجرة في المساهمة - حسب مهتمين بالشؤون الصحية - في خلق جو ملائم لانتشار الموجة الثالثة من الوباء في العاصمة، مخلفة بشكل يومي عشرات الضحايا.
أنجز التحقيق: محمد أحمدو محمذ فال