قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن بلاده ترغب في إقامة علاقات "طيبة ومميزة" مع جارتها إيران، وأضاف بن سلمان، خلال مقابلة تلفزيونية، إنه يريد إيران مزدهرة، بيد أنه أثار ما وصفه بـ "تصرفات طهران السلبية" مع الدول الجارة، "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار" يقول بن سلمان.
وتابع بن سلمان: "إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران سواء من برنامجها النووي أو دعمها لميليشيات خارجة عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها البالستية".
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي إن لقاء جمع مطلع نيسان/أبريل ببغداد وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران. وبقيت هذه المناقشات سرية إلى أن كشفت عنها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وبينما نفت الرياض ذلك عبر وسائل إعلام رسمية، لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد أن الحوار مع السعودية كان "دائما موضع ترحيب".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت في يناير/كانون الثاني أن طهران منفتحة على الحوار مع السعودية، في حال ابتعدت الأخيرة عن العنف وإهمال الأمن الإقليمي والتعاون مع القوى خارج المنطقة.
كما عرضت قطر أن تكون وسيطة بين البلدين للتوصل إلى مصالحة بينهما.
اليمن والحوثيون
ودعا ولي العهد السعودي الحوثيين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات "للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن أيضا مصالح دول المنطقة".
وأضاف: "العرض المقدم من السعودية هو وقف إطلاق النار والدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه مقابل وقف إطلاق النار من قبل الحوثي والجلوس على طاولة المفاوضات".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان قرار الجلوس على طاولة المفاوضات بيد الحوثيين أم طهران، قال بن سلمان: "لا شك أن الحوثي له علاقة قوية بالنظام الإيراني، لكن أيضا الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة العروبية واليمنية الذي أتمنى أن تحيا فيه بشكل أكبر ليراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شيء آخر."
وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين في اليمن، ويشن الحوثيون هجمات ضد أهداف في المملكة باستخدام طائرات مسيّرة، وصواريخ باليستية.
ويعارض الحوثيون وجود تحالف عسكري تقوده الرياض ضدهم في الحرب في اليمن.
وقالت وزارة الدفاع السعودية إنها دمرت، يوم الثلاثاء، زورقا محملا بالمتفجرات قبالة ميناء ينبع على البحر الأحمر، بعد أن تحدثت "تقارير غير مؤكدة" عن هجوم على سفينة في المنطقة.
وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "اعترضنا زورقا محملا بالقنابل ودُمّر صباح اليوم".
وأضاف البيان أن "الوحدات البحرية تمكنت من رصد ومراقبة نشاط الزورق المحمل بالقنابل في مياه البحر الأحمر قبالة شواطئ ينبع".
ولم تعلن أي جهة، حتى الآن، مسؤوليتها عن الهجوم المزعوم. وقالت وزارة الدفاع إنها فتحت تحقيقا.
ويأتي الحادث مع تصاعد حدة القتال في اليمن بين القوات الحكومية المدعومة من السعودية والحوثيين الذين تدعمهم إيران.
المصدر: بي بي سي عربي