تعيش جامعة نواكشوط العصرية على وقع أزمة متعددة الأوجه بعد حادثة اعتداء طالب في مرحلة الماستر على أحد الأساتذة يوم الثلاثاء الماضي أثناء رقابة الاستاذ المشار إليه داخل إحدى قاعات الامتحان بالجامعة.
ما بدا وكأنه شأن أكاديمي بحت تحول خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى سجالات بين الأستاذ الجامعي ولد بلاهي، ونقابة أساتذة التعليم العالي في مفارقة تحدث لأول مرة في موريتانيا.
ولد بلاهي قال إنه تعرض لما سماها "إهانات لفظية واعتداء بدنيا مزدوجا"، من طرف طالب جامعي منعه ولد بلاهي من الإختلاس، وأنه قرر اللجوء إلى القضاء للدفاع حقه في الإحترام كأستاذ جامعي.
القضاء تصرف بناء على شكوى الأستاذ الجامعي والتقرير الطبي المرفق معها، وأحال الطالب الجامعي المذكور أول أمس الجمعة إلى السجن، لكن بيانين منفصلين صدر أحدهما يوم أمس وصدر الثاني صباح اليوم حملا مفاجأة حول الموقف من شكوى الأستاذ من الطالب الجامعي، فقد قال نقيب أساتذة التعليم في موريتانيا إنه " يأسف" للمسار الذي أخذته القضية، معتبرا لجوء عضو نقابته إلى القضاء للدفاع عن نفسه "تصرفا لايلزم إلا نفسه" حسب توضيح أرسله النقيب إلى بعض وسائل الإعلام المحلية قائلا إن القضية كان يجب أن لا تخرج عن أسوار الجامعة.
وعلى نفس المنوال سار بيان لنقابة طلابية تسمى "اتحاد الطلاب الوطنيين" حيث قال بيان صادر عن هذه النقابة الطلابية إنها "تندد" بإحالة طالب جامعي إلى السجن معربة في ذات الوقت عن رفضها الإساءة إلى الأساتذة تحت أي ظرف.
رئاسة الجامعة من جهتها اكتفت بقرار مجلس التأديب داخلها بطرد التلميذ المعتدي لمدة ستين يوما من الجامعة.
وكثرت في الآونة الأخيرة حوادث الاعتداء على الطواقم التربوية في موريتانيا، فقد تعرضت معلمة للضرب في مدينة كنكوصة، على يد وكيل إحدى تلميذاتها أثناء عملية التلقيح ضد سرطان الرحم الأسبوع المنصرم، كما عرفت عدة مدن موريتانية حوادث مشابهة خلال الأسابيع الماضية.