ليبيا: مات فرعون وترك وراءه السحرة | 28 نوفمبر

ليبيا: مات فرعون وترك وراءه السحرة

أحد, 14/02/2016 - 15:38

ابراهيم محمد الهنقاري

في 17 فبراير 2011 مات فرعون ليبيا سياسيا، وفي 20 أكتوبر 2011 مات جسديا وبين التاريخين ما يزيد قليلا عن 240 يوما جاس فيها فرعون واعوانه خلال الديار الليبية قتلا وتشريدا وتدميرا. ثم مات فرعون وترك وراءه السحرة. !! في حالة فرعون موسى ترك السحرة فرعون وامنوا بالله ورسوله وفيحالة فرعون ليبيا ترك السحرة فرعون يموت وحيدا بالرصاص بعد ان كاد ان يموت غرقا كفرعون موسى في احدى انابيب المجاري في سرت. الفرق هوان سحرة فرعون امنوا بالله ربا وبموسى رسولا اما سحرةفرعون ليبيا فانهم نسوا الله وامنوا برب اخر جديد من اسمائه الكثيرة غير الحسنى ” الدولار ” و” اليورو”والدينار .! ولله في خلقه شؤون. !!

من هؤلاء السحرة من لَبس  مسوح الثوار وهوابعد ما يكون عن الثورة والثوار. ومنهم من التحق بالثورةابتغاء مرضاة “مكتب الإرشاد ” وتسخير إمكانيات ليبيا المالية الهائلة لخدمة اجندة “الجماعة” بعد ان كانواقد تصالحوا مع فرعون وقبلوا به ولياً للامر طاعته واجبة والخروج عليه حرام. وتحالفوا مع نجل فرعونتحت عنوان الإصلاح و”ليبيا الغد” ورفضوا المشاركة في مؤتمر للمعارضة الليبية في الخارج كان يطالببضرورة التخلص من فرعون. ومنهم من كان يدعي معارضة فرعون ليبيا في الخارج ووجد في الثورةفرصة نادرة لقبض ثمن النضال الكاذب دراهم معدودة فشروا نضالهم بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيهمن الزاهدين وفي المال العام من الطامعين والناهبين. وسعوا الى السلطة والحكم بكل ما اوتوا من المكروالخديعة والخبث . ومنهم من كان في سجون فرعون فتم اخراجهم من السجن وتزويدهم بالسلاح لقتالالثوار ففعلوا فلما انتصرت الثورة اوحت اليهم شياطينهم المجرمة ان يتظاهروا بالانضمام الى كتائب الثواربأسلحتهم حتى لا يتم اعتقالهم وإعادتهم الى السجن فصاروا من المنتفعين بالثورة ولم يكونوا ابدا من الثوار.ومنهم من كان من أركان فرعون واعوانه ووزرائه وممن خدموه باخلاص ومنهم من كتب له وثائقالبيعة بدمه ومنهم من كان من عتاة لجانه الثورية . ثم اصبح اؤلئك وهؤلاء فجاة هم الثوار الذين فجرواثورة السابع عشرمن فبراير ومنهم من ادعى انه قائدها. ومنهم من راى ان يقفز من سفينة فرعون وهيتغرق لعله يجد في العهد الجديد بعض ما افتقده في عهد فرعون حينما لم يكن لاي منصب رسمي معنى ولميكن لاي مسؤول في الدولة قيمة اواعتبار.! هؤلاء السحرة باسمائهم والوانهم المختلفة كاختلافهم هم الذيناستولوا على الثورة الحلم  وهم الذين سرقوها وهم الذين صاروا قادة ليبيا الجدد وولاة امرها بفعل الخداع والدسيسة والنوايا السيئة وبقوة البطش والكلاشنكوف وسيارات الدفع الرباعي والأربعطاش ونصفالمضادة للطائرات. وبفضل المساعدات الأجنبية المشبوهة. وبفعل الاجرام الذي يتقنه خريجوا السجون والمعتقلات حتى لم يعد للمؤسسات المنتخبة معنى ولا قيمة بعد ان أصبحت مرهونة لدى العصابات المسلحة والمليشيات الخارجة عن القانون الذين صاروا يقتحمون قاعاتها وهويحملون الأكفان تارة وهم يطلقونالنيران ويهددون كل من يقف في طريقهم بالويل والثبور وعظائم الأمور تارة اخرى . !! وحتى قالكبيرهم الذي تعرض للاغتيال اكثر من مرة ان القوانين التي تصدر عن تلك المؤسسات المنتخبة انما كتبتبحبر البنادق. !!

تلك كانت تركة فرعون ليبيا واؤلئك كانوا هم ورثته ومخلفاته وربما بعض فضلاته ايضا الا ما رحم ربي. !!

فلا يستغرب احد ان يكون هذا هوشان الوطن اليوم وهوبين ايدي سحرة فرعون يقتلون ابناءه ويستحيوننساءه ويخطفون اطفاله ويسرقون امواله ويدمرون ويحرقون ما شاء لهم من ممتلكاته وفي ذلك كل هذاالبلاء المبين الذي ينام ويستيقظ عليه الشرفاء من الليبيين والليبيات كل يوم دون ان يقدروا على مواجهته والذي يشاهده العالم كله دون ان يحرك ساكنا تاركا الشعب الليبي بشيوخه ونسائه واطفاله تحت رحمة سحرةفرعون. !!

الذين خطفوا ثورة 17 فبراير 2011 هم سحرة فرعون وتلاميذه. والذين يقتتلون منذ 17 فبراير الى اليومهم سحرة فرعون وتلاميذه. والذين ينهبون الانفس والاموال هم سحرة فرعون وتلاميذه. والذين احرقواالمطار والطائرات وخزانات الوقود هم سحرة فرعون وحواريوه . والذين يقطعون الطرق ويخطفونالمواطنين الأبرياء ويطلبون الفدية هم سحرة فرعون وخريجوا مدارسه وجامعاته. والذين ياتون في ناديهمالمنكر هم سحرة فرعون الذين علمهم السحر وسوء الخلق.

ظل فرعون ليبيا لما يقرب من 240 يوما منذ اندلاع الثورة يقاتل الشعب الليبي الذي كان يقول عنه انه “السيد !! “. ثم نسي كل ذلك وقال لهذا الشعب نفسه ” من انتم !!. ” ثم تذكر فجاة من هم وقال انهم ” جرذان.!! ” هكذا هوكل فرعون وهكذا هم كل سحرته في كل زمان وفي كل مكان.

ولما يقرب من 1786 يوما حتى اليوم خلف من بعد فرعون الا من رحم ربي قوم اضاعوا الصلاة وانتهكواالحرمات واتبعوا الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والدينار والدولارواليوروواذاقوا خلالها الشعب الليبي الصابر ألوانا من العذاب والمهانة والاذلال مما تعلّموه من كبيرهمالذي علمهم السحر. !!

اجل. مات الفرعون. وبقي السحرة الذهين خرج من قبعاتهم الخضراء ومختلفة الألوان الف فرعون جديد!!.

والى ذلك وحده ترد كل تلك الإخفاقات التي عاشها الشعب الليبي وعانى من اثارها لما يقرب من خمسسنوات. فشل الحوارات داخل ليبيا وخارجها مرده الى سحرة فرعون الذين لا يعرفون الحوار ولا التوافق.فشل المجالس المختارة اوالمنتخبة في إنجاز اي شيئ يذكر مرده الى سحرة فرعون الذين تربوا علىمقولات فرعون التي لا تعترف بالديموقراطية ولا بالراي الاخر وتعتبر السياسة رجس من عمل الشيطان.فشل الثوار في حماية الثورة مرده الى سحرة فرعون الذين تلقوا دروسهم من براعم واشبال الفاتح ومن شراء الشهادات العلمية المزورة من الجامعات النكرة في دول اوربا الشرقية ومن  المدرجات الخضراء ومن  مكاتب الاتصال باللجان الثوريةحيث تعلموا  ان الثورة هي القتل والنهب والاغتيال والاستيلاء علىحقوق الناس واموالهم بالباطل. وما دام سحرة فرعون هم الذين يديرون الحوار فلن ينجح اي حوار. ومادام سحرة فرعون هم الذين سيشكلون حكومة الوفاق الوطني فلن تكون هناك اية حكومة ولا اي وفاق. ومادام سحرة فرعون هم اعضاء المجالس المنتخبة فلن تحقق هذه المجالس حلم الليبيين والليبيات في إقامة دولةالدستور والقانون والحكم الرشيد.  وليس امام الامم المتحدة ان كانت جادة في مساعدة المغلوبين علىامرهم من الليبيين على استرداد كرامتهم وسيادتهم الا ان تضع ليبيا تحت الوصاية الدولية ردحا من الزمنحتى يتخلص الوطن من سحرة فرعون اما بواسطة ملاك الموت عزرائيل عليه السلام اوبواسطة الاحكامالقضائية التي تضع السحرة حيث ينبغي ان يكونوا. وحتى يخرج من رحم الوطن جيل جديد لا يعرف السحرولا يعرف الفرعون. ويعرف ماهي الديموقراطية وماهي حقوق الانسان وماهوالدستور وماهوالحكمالرشيد. اما اذا لم تكن الامم المتحدة جادة كما يبدوفي مساعدة الشعب الليبي على التخلص من سحرة فرعونفعلى هذا الشعب ان يتولى أمره بنفسه من خلال قواه الحية وشبابه الذي يحلم بالغد الأفضل لينتفض في يومواحد مشهود وفي كل مكان من ارض ليبيا الطاهرة ضد سحرة فرعون واعوانهم من المليشيات والعصابات المسلحة في ثورة جديدة لا يكون فيها مكان لا للمنتفعين بالثورة ولا بالمتاجرين بالدين والدنيا ولالبقايا سحرة فرعون. وما ذلك على الله بعزيز. والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

اما اذا جلسنا في بيوتنا اوفي المقاهي نتابع حرق خزانات النفط في السدرة وراس لانوف ونتابع التفجيراتفي ًزليطن وفي بنغازي وفي اجدابيا واقتحام المراكز الطبية في العاصمة وفي غيرها من مدن الوطن فيانتظار الامم المتحدة اوحكومة الوفاق المستحيل لتنجز لنا احلامنا فيا خيبة المسعى لان الله لا يغير ما بقومحتى يغيروا ما بانفسهم.

ولله الامر من قبل ومن بعد.

كاتب ليبي