من يُفتينا؟.. كيف نجعل من صواريخ السعودية برداً وسلاماً ! | 28 نوفمبر

من يُفتينا؟.. كيف نجعل من صواريخ السعودية برداً وسلاماً !

أحد, 14/02/2016 - 15:34

عبدالكريم المدي

  (ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .. يا جماعة اصغوا لنا واحترموا ما نقوله ولو لمرة واحدة في حياتكم..

وتذكروا إننا دائما ما نتحدّثُ عن الأوضاع في اليمن محاولين قدر الإمكان أن نكون حياديين  لدرجة إن من يتابعنا ، في غير مناسبة يشعر وكأننا نتحدث عن هايتي أو مدغشقر وليس عن بلاد ننتمي لها وعروبة نتنفسها وهوية نحملها وقنابل نستقبلها على مدار الساعة من طائرات( الأشقاء ).

وتذكروا إننا غالبا ما نتحدّث عن جوانب إنسانية بحتة وكوارث تحدث في هذا البلد ومآسي وظروف حياة خانقة وقاتلة لأبنائه ، اضافة ،للإنهيار شبه الكامل  للخدمات وصعوبة تنقل المواطنيين بين المحافظات ، وفي أوقات كثيرة ومحافظات معينة يستحيل ذلك تماما.

وتذكّروا أيضا ، وانطلاقا من مبادىء ثابتة، إننا نرفض ونُدين الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين والبُنى التحتية ،ومعها جميع الجرائم التي تُرتكب بحق الإنسان ومن أي طرف كانت.

لكن رغم كل ذلك ورغم تأكيدنا لمئات المرات ،إننا لم نكن أبداً مع فكرة دخول (الحوثيين ) العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 ولم نكن أيضا ،مع ما اعقبها من قرارات كالإعلان الدستوري والإستيلاء على المؤسسات ، وغير ذلك من الأشياء والأحداث التي حصلت في اليمن وأوصلتها إلى ما وصلت إليه اليوم ، ومنها الهبّة السعودية المسعورة ، المجنونة التي قتلت وجرحت آلاف اليمنيين ودمرت كل مقدراتهم تقريبا ، إلا أنه لم يشفع ذلك ، ولم يشفع لنا أي حياد نتبناه وأي مصداقية ننتهجها، وكما أن العذابات التي نعاني منها ونتألم لها كبشر لم تراع ، ولم تراع الحقيقة التي تقول إننا نتواجد  في قلب الأحداث …

والقائمة على ذلك النكران الذي نُقابل به ، والجلد والحروب التي نتعرض لها طويلة جدا ، وخذوا لكم دليلاً بسيطاً على ذلك ، الرسائل التي تهلّ علينا عبرالخاص في الفيس بوك الواتس والفيبر والبريد بكل أنواعه،  حتى البريد الورقي التقليدي، الذي كان يستخدم في القرن الثامن عشرتم توضيفه لمحاولة استمالتنا أو إسكاتنا ، بطرق عدة، إما عبر التهديد والوعيد المتكررين ، أو عبرالترغيب والترهيب  صباحا ومساء،أوبالمحاضرات وأساليب الخطاب المبهرر ، المصحوب بعضها بصور تُمزّقُ نياط القلب لضحايا مدنيين يقولون إنهم سقطوا على يد الحوثيين وحلفائهم، أما السعودية وحلفاؤها ،حاشا لله أن يكونوا قد  قتلوا بريئاً أو اذوا يمنياً وووالخ .

طيب يا جماعة ما دخلنا أولا : بالحوثي  ، لا إحنا حوثيين ولا متحوثين حتى تحملونا وزرهم ( لا تزر وازرة وزر أخرى) ، وثانياً: القضية بكل بساطة هي إننا يمنيون، وإننا نُدين ما تقوم به طائرات (الشقيقة ) من جرائم ودمار عام وشامل لكل شيء، سواء كان متحركاً أو جامداً ، يمشي على اثنتين أو على أربع، وثالثاً : إحنا دائما نؤمن بالحوار والنقاش ، وهذا ما نقوم به دائما ، حينما، ندعو لحوار يمني / يمني وإلى تطبيق كامل للمبادرة الخليجية وآليتهاالتنفيذية، ومخرجات (مؤتمر الحوار الوطني) ،واتفاق ( السّلم والشراكة) ، وهذا الأخير حسب رغبتكم ، إذا احببتم العودة إليه ولو من باب ( سلّم ولو حتّى بكفّ الإشارة ) ، وإلا بلاااااااااااااش ..أبووووه فليذهب إلى الجحيم ،أو تربطوه في راس صاروخ من الصواريخ التي تحملها وتطلقها طائرات الإف (16) وتطلقوه إلى جنوب المحيط الهندي ،وليس فوق رؤس الأبرياء وطرقاتهم وصالات أفراحهم التي يحاول البعض منهم مواجهة الأحزان الجديدة والقديمة ،بأعراس ومناسبات تُقاوم سحب هذا البؤس وأكوام الخراب المحلي والمستورد ..

أهم شيء ما تزعلووووش منّا ،الله يخليكم ، ولا تطردونا – أيضا – من بشاشة وجوهكم ورحماتكم التي توزعونها على الناس ، وخاصة قبل الانتخابات ، أو قبل وأثناء الأنشطة التي تحتاج منكم  تشغيل العقول وتجهيز( قطمات ) الرز والسُّكر و(قصعات ) الزيوت غيرها .

وونتمنى أن تعلموا إن الهدف من تقديم كل هذه التنازلاتواستعطافات  ، هو من أجل  أن تسمحوا لنا ،على الأقل ،بأن  نكون نُدين كل ما صحّ من عمليات قتل للمدنيين وتدميرللمقدرات من قِبل لجان الحوثي والجيش الذي يُقاتل معها، وفي المقابل نُدين كل ما تقوم به آلة القتل الفتاكة والجماعية للسعودية ورفاقها، من دون إزدواجية أو انتقائية أو تفسيرات معلبة وجاهزة، تخضع لرغبات وحسابات ومصالح أضيق ما تكون  من عين الإبرة.

صحيح إنه من الممكن ونص أن نُدين الحوثيين ، لوحدهم ونحاكمهم لوحدهم ونجعل منهم شياطين، ومنكم ملائكة رحمة ، لكن بالله عليكم ماذا سيقول لنا الخالق جلّ وعلا، ونحن نُقدم شهادتنا بهذه الصورة ؟ وماذا سيكون عليه حال ضمائرنا وإنسانيتنا وقيمتنا بين البشر وأمام أبنائنا وأهالي الضحايا، ثمّ كيف سنقابل أطفال أيتام الضحايا الذين صاروا  مشردين في الشوارع والأزقة والأسواق ، كيف يمكننا ان ننظر لعيونهم الدامعة ، إذاما طاوعناكم وقلنا إن قنابل السعودية برداً وسلاماً عليهم وعلى آبائهم وأحبائهم الذين قتلتهم ، فيما رصاص وقذائف الحوثي الصدئة ،أسلاحة إنشطارية ، ومحرمة دولياً ،وهي القاتل رقم واحد للإنسان ، المدمرة للبنيان ..

لو تكرمتم احسبوها صحّ واعملوا لنا فتوى أوتخريجة معينة ومقبولة نسبياً، من حقّكم التخريجات المعروفة ، فقط، كي تُخفف علينا الاحراجات من جهة، ومن جهة أخرى ُتقلل من كمية اللعنات التي ستطالنا حتماً وبالجملة، حينما نهتفُ لطائرات العاصفة بـ ( طلع البدرُ علينا من ثنيات الوادع ) وفي المقابل ننزع لنا أي أنشودة أو موشح من أطرف( مسبّ) ونأخذ نوبّخ  بها (صالح –  الحوثي) ونُدينهم وحدهم ونحملهم وحدهم مسؤلية كل يمني مات أو قطرة دم  سالت منذُ ( 26مارس2015) وحتى اليوم ، بغض النظر عن الأسباب ، حتى وإن كان ذلك بسبب الحوادث المرورية وحالات الطقس المتقلب وضربات البرق، والثأرات والنزاعات القبليةأو على الأراضي ، وغيرها من الصراعات التي حصلت وتحصل في اليمن، سواء من أول يوم أندلعت فيه هذه الحرب المتوحشة والعبثية ، أوغيرها بما في ذلك الحروب التي حصلت منذ أول حملة عثمانية على اليمن وحتى آخرحملة . وكدليل على حُسن نيتنا سنضم على ذمة ( صالح –  الحوثي ) أيضا، ضحايا الاحتلال البريطاني لبلادنا طوال الـ (138) سنة التي ظلّ فيها جاثماً على أرض الجنوب ، مرتكباً خلالها كل جرائم القتل والتعذيب والترهيب والنفي و تبعات ممارسة سياسة ( فرّق تسد ) التي قتلت الآلاف من العباد ومزقت أوصال البلاد.

كاتب يمني