عاش مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي) صباح اليوم الخميس على وقع سيناريو مرعب بعد تسلل أحد الأشخاص إلى قمرة قيادة طائرة نقل موريتانية، مهددا بإحراقها إذا لم يتم تنفيذ طلباته وفق أنباء أولية عن الحادث.
كثرت الشائعات في الساعات الأولى من اكتشاف الحادثة. البعض قال إنه مواطن أمريكي له مآخذ على الدولة الموريتانية وأراد الانتقام بهذه الطريقة. والبعض الآخر قال إن الحادثة يقف وراءها شخص قدم مع رحلة لنفس الطائرة يوم أمس من "كوناكري" ويود الرد على بعض المضايقات التي لم تعجبه أثناء الرحلة.
مصدر من داخل المطار أكد في حديث إلى 28 نوفمبر أن هذه السيناريوهات كلها هي محض "تحليلات" الصحافة حسب قوله مشيرا إلى أن ماحدث هو أن شخصا يظهر من حاله أنه غير متزن عقليا تمكن حوالي الساعة الثامنة من صباح اليوم بتوقيت نواكشوط من الوصول إلى الطائرة بدافع الفضول، حيث قام بتشغيل الأضواء مما لفت انتباه أحد عمال شركة مطارات موريتانيا (حكومية) والذي بادر بطريقة بدائية إلى تعطيل أضواء الطائرة ثم أبلغ إدارته عما رأى لتقوم الاخيرة بإبلاغ قيادة فرقة الدرك التي تتولى أمن المطار.
وحدة من الدرك تتبع لهذه الفرقة حاصرت الطائرة فورا وتمكنت في الأخير من السيطرة على الوضع، بعد ما سماه مصدرنا حالة من الذعر انتابت الشخص الذي كان يجلس في الطائرة ويطلق بعض العبارات التهكمية.
المصدر الذي يعمل في مجال أمن المطارات منذو ستة عشر عاما أكد أن هنالك حاجة ماسة لتعزيز إجراءات الأمان داخل مطار أم التونسي الدولي مشيرا إلى أنه لولا ماسماها "يقظة" عمال المطار و"احترافية" الوحدة الامنية التي حاصرت الطائرة لحدث ما لا تحمد عقباه حسب تعبيره. مضيفا أن ما حدث اليوم يذكره بما وقع خلال العام 2007 حين عاش قطاع الطيران الموريتاني كابوسا مزعجا بعد اختطاف أحد ركاب طائرة موريتانية متوجهة إلى جزر الكناري الإسبانية، وأظهرت التحقيقات لاحقا أن أحد افراد أمن المطار حينها سهل للمختطف إدخال مسدس إلى تلك الطائرة قبل أن يتم طي الملف لاحقا.
المعلومات التي أدلى بها هذ المصدر تتقاطع في جانب منها مع ما أعلنه بيان صدر قبل قليل عن الموريتانية للطيران التي تملك الطائرة حيث أفاد بيان الشركة أن "شخصا تظاهر بالارتباط بإحدى شركات الخدمات العاملة بمطار نواكشوط الدولي أم التونسي تواجد صباح اليوم الخميس 25 مارس 2021، من التواجد، دون مسوغ مهني، داخل إحدى طائرات الشركة المركونة بالمدرج".
البيان أضاف أن الأمر "استدعى تدخل عناصر الدرك الوطني وتوقيف المعني وإحالته للجهات المختصة". حسب نص البيان الذي قال إن "مطار نواكشوط الدولي أم التونسي يعتبر من أكثر المطارات التزاما بمعايير السلامة المتبعة دوليا". حسب البيان.
موقع محلي قال إن الشاب لذي يقف وراء حادثة اليوم (الصورة) سبق وأن أوقفته الشرطة بمقاطعة عرفات بنواكشوط الجنوبية على خلفية ضبطه متلبسا بارتكاب إحدى الجنح قبل أن يفرج عنه القضاء بحجة عدم تمتعه بقواه العقلية.
وفي آخر تطورات الملف أكدت أسرة الشاب الذي يقف وراء أحداث المطار أن سبب إقدامه على خطوته هو " حب الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تنجح معه محاولات اهله استبعاد تلك الفكرة من ذهنه"، ولفت بيان الأسرة إلى أن والدة الشاب "افتقدته يوم أمس وبدأ ذووه في البحث عنه قبل ان تنتشر أخباره صباح اليوم حيث حاول التسلل إلى الطائرة والاختباء بها طمعا في ان يختلط بالمسافرين ويتمكن من الهجرة"، نافية أن يكون " مسلحا بأي نوع من السلاح، ولا يحمل حتى عود ثقاب، ولم يرتكب قط اي فعل مجرم مهما كانت بساطته، أحرى أن توجه له تهمة او يدان أو يسجن"، حسب بيان الأسرة.