مجرد تذكير | 28 نوفمبر

مجرد تذكير

اثنين, 04/01/2021 - 11:59

لا أنكر سروري بشائعة أنكم ستترشحون لمنصب رئيس الجمهورية ولاأخفيكم مدى غبطتي يوم أعلنتم ذلك ولا أستطيع التعبير عن حجم الأمل الذي خلفه ذاك الخطاب ،، وكم من موريتاني استوقفته بعض المفردات فيه فجذبت البعيد منكم ممن لايعرفون شخصكم حق المعرفة  ودفعت القريب ممن لهم صلات رغم تنوعها بكم للدعم ..كل ذلك كان خلف مضمون "وللعهد عندي معنى" ورغبة في ذلك واصل الكل الحملة الانتخابية بشراسة المحارب ومازال البعض بنفس الشراسة دفاعا عن سياستكم وهذا شيء طيب وجميل،،، التمسك بالقناعة،،، والثبات على المبادئ..!

ولكن هناك أمر أردت تذكيركم به رغم أنكم تدركونه أكثر مني لاعتبارات عدة ولله الحمد ،، وفاء مني بالعهد لكم ومصداقا لقوله تعالى "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا" فلي عهد مع الله أن أنصح في الولاء حين أوالي وأن أصدق في معارضتي حين أعارض...
أنتم تعهدتم بالوقوف في صف المواطن ولطالما لمسنا ذلك في محطات عدة ونستشعر صعوبة التشبث بنفس التعاطي مع كل أنة للمواطنين لعدم رضوخه أو اعتياده الاصغاء للمواطن فتلك ثقافة معدومة في هذ البلد.. وبما أنكم اطلقتم العنان في إعطاء الصلاحيات دون رقيب أو وجود سقف لتلك الصلاحيات فإن المواطن من الصعب عليه الحصول على الاصغاء بحكم اجتهادات الاشخاص المنبنية على المعطيات المغلوطة أحيانا،،وحدة عجرفة البعض مع شأن المواطن أحايين أخرى في غياب تام لمنح المواطن الثقة حد الاصغاء والتحاور والنقاش والتنازل حين تستدعي المصلحة الوطنية ذلك ...
سيدي الرئيس إن فرض سن للتعليم العالي عملية إعدام بطيء للمجتمع الذي يعيش حالة اختناق في النظام التربوي بدءا من التعليم الأساسي مرورا بالاعدادي والثانوي وانتهاء بالجامعي لوجوده بشكل لايواكب مسار التعليم الجامعي والأكاديمي في العالم أو أنظارنا منه على الاقل إلا من أوتي من الشباب فضل مال وإرادة جادة للتعليم في الخارج وهذا مدعاة للتفكير في مصير مستقبل الشعب القاضي بخلق الحلول المناسبة فالمنع هو آخر الحلول كالإعدام للمجرم  ...
سيدي الرئيس إن تعاطي السلطات مع معاناة المواطن لا تزيده إلا معاناة بحكم التنكيل الذي يقابلونهم به  والسحل في الشوارع والضرب بالعصي  ولأن الأمر لايستدعي ذلك فالأجدر أن تصدروا أوامركم بمنع التنكيل وضرب المواطن إن من ينظر إليهم في تلك الحالة لايقل إهانة ولا إذلالا عن من يباشرون تلك الاهانات المتعددة ...
سيدي الرئيس الشعب حين يتظاهر فذاك يعني أن مشاكله سُدَّتْ أمامها أبواب الادارات المعنية والتظاهر سلوك متحضر يلجأ إليه كل شعب لإيصال مشاكله للقيادة والسحل والتنكيل سلوك متخلف ورجعي ينم عن عجز في تسيير الشأن العام بشكل صحيح ..
سيدي الرئيس أنجزتم الكثير ولكن سلوك من يحسبون على النظام يتنافى مع خطكم الذي رسمتم هم يحتاجون فقط للتنبيه باللغة المفهومة...
سيدي الرئيس كيف نرى شعبا يريد هواء نقيا ونظامه يرغمه على هواء مسمم أثبتت كل الدراسات الطبية خطره على المواطنين ؟
كيف نرى غلق مكب النفايات ثم نرى العودة لفتحه بعد ذلك ألا يشكل ذلك ارتباكا يفقد المواطن الثقة التي منحكم كي تمنحونه الأمن والأمان والطمأنينة أو يصيبه بالخيبة على أقل تقدير ..؟
إن صدور أوامر عليا من فخامتكم والنكوص أوالوقوف في وجهها يضع المواطن في ريبة من أمر الدولة ...
سيدي الرئيس أنا داعم لهذا النظام وأدافع عن برامجه وسياساته ولكن لي عهد مع الله أن أقف مع المواطن في محنته مهما كانت ولأن الولاء عند الموريتانيين خلق بصيرا إلا أني خرجت عن تلك القاعدة فقط لأني متصالح مع ذاتي قبل أن أتصالح أو أختلف مع أي كان ...
سيدي الرئيس أهنؤكم على الصبغة الجديدة التي أضفيتم على النظام ،، من الانفتاح والهدوء والكبرياء ..وأتمنى أن لايستغلها البعض بالشكل الغلط أو يسيء فهمها ليظنها ضعفا أو تهاونا فحبذا لو أضفيتم نوعا من الصرامة اتجاه الاقوياء ممن يتحكمون في مقاليد بعض السلط..  والحنان واللطف على الضعفاء الذين أنهكهم الفقر والجهل والمرض والاحتقار ...فذاك مهد الصالحين الراشدين في شؤون الحكم..
وفي الختام تذكروا أن الايام معدودة وأن الحرب مع الفساد تبدأ من داخل الأروقة والمكاتب والادارات لا من الشوارع مع عزل ومهمومي وعجزة شعبكم الضعيف،،،  فكونوا في صَفِّه تنجون بإذنه تعالى والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه..
وفقكم الله لما فيه مصلحة البلاد والعباد وهدى بطانتكم إلى سبيل الرشاد...

 

إشمخ لمرابط