دخلت المباحثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لما بعد بريكست يومها الأخير، في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق.
وحذر كلا الطرفين من احتمال عدم التوصل إلى اتفاق. ولا تزال الشروط التي يضعها الاتحاد الأوروبي "غير مقبولة" من المملكة المتحدة، حسبما صرح مصدر حكومي.
ومن المتوقع أن يتحدث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أوسولا فون دير لايين في وقت لاحق. وكانا قد اتفقا منذ أيام قليلة على أن يكون الأحد هو آخر يوم للمحادثات.
وقال المصدر: "لن يضيّع رئيس الوزراء أية فرصة في هذه العملية، لكنه مع ذلك واضح تماما في أن أي اتفاق يجب أن يكون عادلا ويحترم أمرا أساسيا هو أن المملكة المتحدة ستكون أمة ذات سيادة في غضون ثلاثة أسابيع".
وتتمثل أهم نقاط المحادثات في مدى امتثال المملكة المتحدة مستقبلا بقواعد الاتحاد الأوروبي الاقتصادية. ويصر الاتحاد الأوروبي على حرمان المملكة المتحدة من ميزة دخول أسواقه بلا جمارك.
وتمثل حقوق الصيد نقطة اختلاف رئيسية أخرى في المحادثات؛ ويحذر الاتحاد الأوروبي من أنه إذا منعت بريطانيا مراكب الاتحاد من دخول مياهها، فلن يُسمح للصيادين البريطانيين في المقابل بدخول أسواق الاتحاد الأوروبي لبيع بضاعتهم.
لكن المملكة المتحدة تدفع بأن ما يجري في مياهها، وما يتعلق بقواعد قطاعات أعمالها بشكل أعم، ينبغي أن يخضع لسيطرتها كدولة ذات سيادة.
وأكدت الحكومة البريطانية السبت استعدادات من قِبل الأسطول الملكي للتعامل مع أي "تهديدات بأعمال صيد غير قانوني" في المياه البريطانية حال عدم التوصل إلى اتفاق.
كما يختلف الطرفان على ما إذا كانت محكمة العدل الأوروبية ينبغي أن تفصل في خلافات تجارية مستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وليس واضحا حتى الآن كيف سيعلَن أي قرار بالتخلي عن المحادثات، وثمة فرصة أن يقرر قادة سياسيون استمرار المفاوضات بعد يوم الأحد، بحسب مراسل بي بي سي.
وفي غضون ذلك، حذر الاتحاد الوطني للمزارعين من "أضرار كبيرة" ستلحق بالقطاع إذا فشلت المملكة المتحدة في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي الذي يُعدّ أكبر شريك تجاري للمزارعين البريطانيين.
وأفاد بيان للاتحاد أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، سيفقد المزارعون ميزة الدخول المجاني إلى أسواق الاتحاد الأوروبي "بين عشية وضحاها".
وعلى صعيد آخر، أشار حزب العمال المعارض في بريطانيا إلى أن معدلات التوظيف في وكالة الجمارك الحكومية لم تشهد ارتفاعا يُذكر منذ الاستفتاء الذي جرى على بريكست.
ومن المقرر أن تتوقف المملكة المتحدة عن العمل بالقواعد التجارية للاتحاد الأوروبي بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2020.
وخرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2020، لكن تلا ذلك فترة انتقالية من 11 شهرا بهدف السماح للطرفين بالتفاوض حول اتفاق ينظم العلاقة المستقبلية بين الطرفين.
وكان جونسون ورئيسة المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لايين حدّدا الأحد موعدا نهائيا للمحادثات، بعد أشهر من محادثات فشلت في التوصل إلى اتفاق.
وقال جونسون إن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى "تغيير كبير" في موقفه إزاء نقاط مهمة تتعلق بحقوق الصيد، وقواعد المنافسة التجارية.
وقالت فون دير لايين إن الخروج بلا اتفاق هو النتيجة الأرجح لمحادثات "صعبة".
ويرفض الاتحاد الأوروبي طلب جونسون تجاوز المفوضية الأوروبية، والتحدث مباشرة إلى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل حول القضايا العالقة.
وبحسب مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، قيل لجونسون إن أي مباحثات لا يجب أن تجرى إلا عبر كبير مفاوضي الاتحاد، ميشيل بارنييه.
وقال جونسون يوم الجمعة إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق بات محتملا جدا، وإن الاستعدادات لهذه النتيجة تجري على قدم وساق.
وقالت فون دير لايين للصحفيين إن الطرفين لا يزالان "مختلفين حول قضايا أساسية".
وفي حال عدم التوصل لاتفاق، ستخضع البضائع المارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي للتفتيش والضرائب على النقاط الحدودية.
المصدر: بي بي سي عربي