فتح مشرعون ديمقراطيون في الكونكرس الامريكي تحقيقا في رغبة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأمين مليار دولار لإنقاذ ناطحة سحاب تملكها عائلته، وعلاقة ذلك بـ"المقاطعة" الخليجية لقطر.
وفق تقرير لصحيفة Financial Times الأمريكية، فإن المشرعين من الحزب الديمقراطي من لجنتي المالية والشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أرسلوا يوم الأربعاء الماضي طلبا للاطلاع على وثائق لشركة " Brookfield Asset Management " التي يعتبر جهاز قطر للاستثمار، من بين الداعمين الماليين الرئيسيين لها، ووقعت عقد إيجار طويل الأجل بمبلغ تزيد قيمته عن مليار دولار لبرج المكاتب في عام 2018.
وذكرت أن الصفقة جاءت في أعقاب جهود من جهة عائلة كوشنر، صهر الرئيس ومستشار البيت الأبيض البارز، لجمع أموال كافية لسداد دفعة رهن عقاري بقيمة 1.2 مليار دولار على البرج، وتزامنت مع سلسلة من التحولات الحادة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قطر، مشيرة إلى أنه في ذلك الوقت كان كوشنر يلتقي بقادة الشرق الأوسط خارج القنوات الدبلوماسية التقليدية، وله يد طولى في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية.
وفي هذا السياق، كتب السناتور رون وايدن، والنائب خواكين كاسترو: "بينما ادعت Brookfield أن الممثلين القطريين لم يشاركوا في صفقة 666 Fifth Avenue، ما زلنا قلقين من أن الأموال القطرية في النهاية أمنت مليار دولار لشركة مرتبطة مباشرة بجاريد كوشنر".
وأضافا: "لا تشمل قوانين تضارب المصالح الجنائية الفيدرالية لكبار مسؤولي البيت الأبيض فقط الأمور التي تؤثر على مصالحهم المالية الخاصة، بل ومصالح أقاربهم المباشرين".
وبناء على طلب كوشنر، اشترت الشركة "666 Fifth Avenue" في عام 2007 مقابل 1.8 مليار دولار وسعت في البداية إلى إعادة تحديد موقع الأصل، لكنها خططت لاستبداله بناطحة سحاب جديدة من شأنها أن تحتوي على شقق سكنية وفندق ومحال تجارية.
إلا أنه وبعد عقد من الزمن، كان المبنى لا يزال شاغرا بنسبة 30 في المائة، وكان سداد الدين بقيمة 1.4 مليار دولار مستحقا. وقد رفض صندوق الثروة السيادية القطري في البداية طلب كوشنر، استثمار حوالي مليار دولار في العقار، والذي يقول المشرعون إنه تزامن مع تحول جذري في السياسة الخارجية تجاه قطر.
وخلال رحلة إلى الشرق الأوسط عام 2017، التقى كوشنر بممثلين عن الإمارات والسعودية لمناقشة حصار قطر. على الرغم من الأسئلة والمخاوف التي أثارتها وزارة الخارجية، تم دعم الخطوة (الحصار) المثيرة للجدل بعد أسبوعين من قبل ترامب، وفقا للتحقيق.
وبعد أكثر من عام، تلقى كوشنر خطة إنقاذ بقيمة 1.28 مليار دولار من شركة Brookfield، التي اشترت عقد إيجار للطابق السفلي في البرج ودفعت ما يقرب من قرن من الإيجار مقدما، قبل أشهر فقط من استحقاق السند الأصلي.
بعد ذلك، تم تخفيف القيود المفروضة على قطر.
وقد توصل التحقيق الذي أجرته "فاينانشال تايمز" إلى أن صندوق الثروة السيادية القطري كان ثاني أكبر مساهم في Brookfield Property Partners، الكيان الذي زود كوشنر بالتمويل.
المصدر: روسيا اليوم بتصرف