رانيا: فتاة موريتانية طاردها المجتمع فاختارت شوارع الوطن!(صورة) | 28 نوفمبر

رانيا: فتاة موريتانية طاردها المجتمع فاختارت شوارع الوطن!(صورة)

سبت, 23/01/2016 - 12:22
رانيا-- 28 نوفمبر

(قصص من الواقع): بدأت قصتي مع رانيا في العام الماضي نفس هذا التاريخ .تعرفت عليها أثناء تصوير فيلم تيتا بائعة النعناع الذي كنا نصوره في منطقة توجونين آنذاك . استغربت جدا من وجود طفلة بعمرها في ذلك المكان وفي وقت ك ذلك الوقت اخترنا رانيا لتمثل احد المشاهد في الفيلم واصرينا ان نرافقها كي نسلم الأجر الذي تقاضته لولي أمرها ولكنها رفضت كتبت رقمي بالصدفة لأنني لم أكن أعرف رقم مدير الإنتاج وانا من وقع على الوصل الذي سلمته لها كإثبات انها تقاضت المبلغ لأدائه احد المشاهد التمثيلة بالفيلم .
وفي صباح اليوم التالي تفاجأت بإمرأة تتصل بي وتصفني بالكافرة تكبر تارة و تستغفر تارة .سألتها مستغربة عن سبب اتصالها وكان على ما يبدو انها ضد ان تكون رانيا جزء من الفيلم لأنها متأكدة ان السينما فن هابط و هي لا ترضى غضب الرب. أكدت لها انه يمكن حذف مشهد رانيا دون استراجاع المبلغ وان إدارة الإنتاج كتبت الرقم لهذا الغرض بالتحديد . وبعد ان تلاشت موجة الغضب التي انتابتها . قالت انا لا أملك اي شيء أقضي أيام بدون طعام أنا وابنائي ولا اقوى على الحركة لشدة جوعي .وعدتها انني سأقوم بزيارتها فور انتهائي من التصوير لاضطلع على أحوالها واتاكد من صحة الأمر .

وبعد الانتهاء من التصوير ارسلت احدهم ليتاكد من وضعها وكانت بالفعل في وضع مادي مزري جمعت مبلغ مالي من بعض الأصدقاء واحضرت لها ما يكفي لمدة شهر من الطعام. وتفاجأة حقا عندما دخلت الغرفة التي كانت تسكنها . فقد كانت تنام هي و رانيا وابن الطنجي وابنها مرهف على رقعة لا تكاد تغطي نصف الغرفة . محاطة بالدجاج والكلاب والقطط . تقطع قلبي لرؤيت ذلك المنظر . القيت التحية وجلست أتحدث إليها ولكن زينب لم تكن تنظر في عيناي كانت عيناها غائرتان تسبحان في عالم آخر . تحدثت كثيرا عن ظلم الجميع اختها في السعودية اختها الموجودة هنا خالها خالتها والدها زوجة والدها قبيلتها بالكامل وتبين بعد ذلك انها قصص اختلقتها زينب لا احد يكرهها ولا احد يفكر بإيذائها .

لم يكن الأمر سوى انها تؤذي نفسها فقط . وبعد ذلك بدأت تستعرض مأساتها مع رانيا الكافرة الفاجرة وصفات لم تكن تتناسب مع سن الطفلة دقت الساعة مشيرة الى الثامنة مساء وكان المكان مظلما بالكامل وقبل ان أرحل عرضت عليها ان أخذ رانيا معي كي اقوم سلوكها و وافقت دون تردد ،كان الاغتصاب متفشي في تلك الفترة ولم يطاوعني ضميرب أن اترك الطفلة في ظروف كتلك خصوصا أنها كانت تعود في وقت متأخر كل يوم لمن يعرف المكان من وقفة توجونين وحتى اخر محطة بنزين قبل تنويش وبعد أسبوع عدت كي اصطحب رانيا اخذتها الى منزلي وأصبحت جزء من عائلتنا وكانت تناديني امي و احببت كوني اما وغي الحقيقة رانيا من كانت أمي. 

بعد تبين حالة زينب النفسية حاول الإتصال بإقاربها جميعهم ولكن لا احد كلف نفسه عناء المحاولة حتى للأسف كانت اغلب احاديثهم كم تحتاج زينب وليس مالذي تحتاجه حاولت مراراً ان اعالجها ولرفضها المتكرر لم يكن هناك من حل سوا إرغامها ولم أكن املك صلاحيات تمكنني من إرغامها على العلاج و والدها رفض ان يساعدني . عايشت فترة صعبة لأن أغلب اشباه الرجال كانو يستغلونها كما انها رفضت الإنتقال من المكان الذي كانت تقيم فيه إلى مكان قريب من منزلنا في كل يوم كان يزداد الأمر تعقيداً ومن الغرائب التي صادفتني ولا زالت تغيظني حتى الآن هو عائلة كانت تعمل لديهم زينب كحارس اتصلت بهم كي احدثهم عن موضوع زينب واغلقوا هواتفهم جميعاً ولا زالت الف إشارة استفهام تخطر على بالي كلما تذكرت الموقف مع العلم انني لم احدثهم عن اي شيء يخصها البته.رفض أهل زينب ان يعالجوها وظلت تتسكع هنا وهناك كانو يوفرونا لها الطعام ومصاريف الأولاد لفترة وانقطع كل ذلك . وكنت حريصة على أن اخذ رانيا لزيارتها أسبوعيا ولكنها قالت بالحرف الواحد انها لا تريد ان تراها البته وفي كل مرة كان اخوها مرهف يحاول ضربها وزينب كذلك . توقفت عن زيارتي لزينب وسألتها ان تترك رانيا لتعيش معي و وافقت . وقبل أسابيع اتصلت لتقول بأني اختطفت ابنتها ولا شيء من ذلك حصل.
اصبحت رانيا تجيد القراءة والكاتبة وبدأت في تعلم اللغة الفرنسية وبدأت تحلم ان تكون صحفية منحتني رانيا الكثير من الفرح احببتها واحبها جميع أفراد أسرتي.
عادت رانيا إلى الشارع .

كتبت هنا لعل القصة تقع بين يدي من يستطيع المساعدة .
‫#‏رانيا_في_الشارع‬

 

المصدر: صفحة المخرجة وردة وردة