الخو وأحمد يفسران الرؤيا ويكسران المرايا في بيت شعر نواكشوط | 28 نوفمبر

 

فيديو

الخو وأحمد يفسران الرؤيا ويكسران المرايا في بيت شعر نواكشوط

جمعة, 11/10/2019 - 00:47
الخو وأحمد يفسران الرؤيا ويكسران المرايا في بيت شعر نواكشوط

أحيا الشاعران صلاح الدين الخو وعيسى محمد أحمد أمسية شعرية مساء  (الخميس) في بيت الشعر - نواكشوط وسط حضور معتبر تقدمه شعراء وأدباء موريتانيون بارزون.
وبدأت الأمسية، التي قدمها الشاعر محمد سالم حوبه، مع الشاعر صلاح الدين الخو، الذي قرأ قصائد تمثل تجربته الشعرية.
ولد الخو، وهو من مواليد 1990، وخريج جامعة نواكشوط، بدأ بقراءة قصيدته "اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْقَلْبِ"، التي "يظلل فيها الشمس"، ويلمح لنيابة افتراضية عن سيزيف، يقول في مطلعها:
لَكِنَّ رُؤْيَايَ لاَ ..
لاَ أُفْق أَوَّلَهَا
أَوَّاهُ يَا آخِرَ الرُّؤْيَا وَأَوَّلَهَا
بِغَيْرِ مَعْنَاكِ
عَيْنَاكِ
انْطِفَاؤُهُمَا لَمْ يُبْقِ لِي
وَلَعًا فِي النَّفْسِ أَوْ وَلَهَا
أَيَخْرُجُ الْمَاءُ مِنْ كَفَّيَّ
مُمْتَطِيًا رُوحِي
إِلَى الْأَرْضِ
لَمَّا اللَّيْلُ عَطَّلَهَا ..؟!
إلى أن يقول:
وَكَيْفَ تَأْتِي إِلَيَّ الشَّمْسُ لاَهِثَةً
وَتَرْتَمِي تَحْتَ قَلْبِي.. كَيْ يُظَلِّلَهَا ..؟!
أَنَّى يُدَحْرِجُ مِنْ أَعْلَى الزَّمَانِ
أَخِي سِيزِيفُ صَخْرَتَهُ صَوْبِي.. لِأَحْمِلَهَا..؟!
ويختمها بقولها:
حَدْسِي يُؤَانِسُ نَارًا
فِي مَدَى حُلُمِي
وَكُلَّمَا أَطْفَأَتْهَا الرِّيحُ أَشْعَلَهَا
وَوَرْدَةً فَتَحَتْ لِلْغَيْمِ أَذْرُعَهَا
مُشْتَاقَةً
فَدَنَا مِنْهَا وَقَبَّلَهَا
وَقَدْ أَسَرَّ لَهَا بِالْقَوْلِ
فَابْتَسَمَتْ
لَكِنَّهَا لَمْ تَقُلْ لِي مَا أَسَرَّ لَهَا.
ومن استنطاق الرؤيا اليوسفية الشهيرة إلى قصيدة "قَبْضَةٌ مِنَ الضًّوْءِ" التي يقول مطلعها:
إِنَّ السَّــــمَاءَ بِحُبِّــــنَا تَتَغَنَّى
وَتَظَـلُّ تَحْكِي لِلْكَمَنْجَةِ عَـنَّا
أَنَّــا نُظِـــلُّ الْأَرْضُ قَــــاطِبَةً وَأَنَّــا
نَسْتَحِثُّ خُطَى الْغَمَامِ وَأَنَّــا
نَمْشِي عَلَى وَتَرِ الرَّبَابَةِ كُلَّمَا
كَــانَتْ تَئِنُّ مِنَ الصَّبَابَةِ أَنَّــا.
إلى أن يقول:
وَهِلَالُنَا يَنْدَسُّ فِي رَحِمِ الْمَدَى
وَإِذَا الظَّـــــلَامُ قَسَا عَلَيْنَا لِــــنَّا
وَنَصُوغُ مِنْ أَرْوَاحِــنَا شَمْسًا إِذَا
لَـــيْلٌ عَلَى عُــشِّ الْحَـمَامَةِ جَنَّا
الْبُومُ لَا يُبْقِي لَنَا فِي الْغَيْبِ
أُمْنِيَةً
وَنَبْقَى دَائِمًا نَتَمَنَّى.
وقرأ كذلك قصيدته "لِأَنَّكِ أَرْحَبُهُنّ"، التي يقول في مطلعها:
كَمَا يَتَهَادَى الْغُصْنُ فِي النَّسَمَاتِ
أَنَا الْآنَ فِي مَعْنَاكِ أَمْشِي وَآتِي
أُحَلِّقُ فِيكِ
الرِّيحُ تَحْمِلُ لَهْفَتِي
وَتَعْزِفُنِي الْأَنْوَاءُ لَحْنَ حَيَاةِ
فَأَهْطِلُ..
كَانَتْ مِنْ غُيُومِكِ رِيشَتِي
وَمِنْ رُوحِكِ الزَّرْقَاءِ كَانَتْ دَوَاتِي
أَمُدُّ إِلَيْكِ الْكَفَّ..
أَقْبِسُ نَجْمَةً لِأَهْلِي..
وَأَخْطُو ثَابِتَ الْخَطَوَاتِ.
ويأمل الشاعر الخو بفؤاد"حَافِيَ الْنَّبَضَاتِ" تقديسا لحلمه إذ يقول:
لَعَلِّي بِوَادِ الشِّعْرِ أَلْقَى نُبُوءَتِي
فَأُمْسِكَ فَجْرًا ضَاعَ فِي الظُّلُمَاتِ
وَمِنْ لُغَتِي أَبْنِي صُرُوحَ مَحَبَّةٍ
لِكُلِّ الَّذِينَ اسْتَنْطَقُوا كَلِمَاتِي.
بدوره قدم الشاعر عيسى محمد أحمد، من مواليد 1996، وخريج "المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية"، والعضو الناشط بعدة هيئات إبداعية، قصائد من تجربته الشعرية، التي تمتاح لغتها المجازية في حدود تكسير المرايا  في جفن الغيم.
بدأ ولد أحمد بقصيدته "حُروفِي عَلَى خَدّيْكِ"، ومطلعها:
سينسل من طين القصيدة عاشقٌ
يرتل آي الشوق في الكون ملهما
أفتِّش عن سر الأنوثة يا أنا
وحدسي مصاب بالجوى فتألما
سيذبل وردي إن رحلت حبيبتي
ويتركني بعضي لبعضي محطما.
إلى أن يقول:
كسرت مرايا النَّأْي في جفن غيمة
وصار سراب الحب يا أنت مثل ما
بذَاكِرةِ التّارِيخِ أَرْسم جَدْولاً
من الضوءِ في الصحرا إذا الليل أظلما
ويختمها بقوله:
وشَاخ انْتظَارِي فِي خُطاك كعابر
أضل طريقا تاهَ فيها وربما..!
تَصّوفَ فيِ عَينَيكِ حبِي ولم أزل
لِقَلبِكِ مُشْتاَقاً ونبضِي تَرنّماَ
سنعصر من كرم القصيدة خمرة
فقبْلك كان الخمر في الكأس علقما.
وفي قصيدته "انْطِفَاء فِي مِحْرَابِ الاعتذار"، يستمر الشاعر في تثبيت ولائه للقصيدة العمودية، يقول:

مِنْ أيْنَ أَبْدَأُ ؟؟لاَنَايٌ وَلاَ وَتَرُ ...!
وَطِينَةُ القَلْبِ مِنْهَا الحُزْنُ يُعْتَصَرُ
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ ؟؟ آمَالِي مُبَعْثَرَةٌ ...!!
..وَالكَوْنُ بَعْدَكِ ..حُلْمٌ مَسّهُ الضّجَرُ
قَلْبِي جَرِيحٌ وَجَفّ الدَّمْعُ فِي أُفُقِي
وَلاَعِجُ الشَّوْقِ فِي الأْحْشَاءِ يسْتَعِرُ
كُلُّ التّعَابِيرِ.. أَعْيَاهَا الفِرَاق سُدًى
وَلَمْ تَعُدْ لُغَتِي ....مَاكُنتُ أَنتَظِرُ !..
ويختمها بقوله:
لاَذَنبَ يُذْكَرُ إِلاّ مَاجَرَى خَطَأً .!.
يَا أَيّهَا الْقَلْبُ قُل لي كَيفَ أَعْتَذِرُ ؟!
وأنشد أيضا قصيدته"يوميات حب عابر"، التي يقول في مطلعها:
أنا ياصديقة هاهنا متوله.
حدّ الهيام سكبت نبض الشاعرِ!
بوح يغازل مهجتي مترنما
والقلب يعشق رغم عشق النادر
أنا لا أفتش عن كلام زائف
كلا ولاأصغي لحب عابر!
أنا ما احترفت الحب يوما واحدا
أنا ماجعلت الحب صمت الحائر!
ويختمها بقوله:
محض الأنوثة أن تظلي هكذا
ولقد قرأت على الشفاه مشاعري!