من أمثال العرب اذا أرادوا التعبير عن الغاية القصوىقالوا
((ماء ولا صداء.مرعى ولاكالسعدان))وصداء بدال مشددة بيرمعروفة بعذوبة وصفاء ماءها والسعدان يعتبر أكثر النباتات خصوبة حتى صار مضرب المثل
وفد جذبني
هذا المثال بصورة عفوية في معايشتي للدكتور محمد مولود فرأيته بين الرجال كصداء بين المياه وبين أقرانه كالسعدان بين النباتات .
أظهر النبوغ والتميز وسمات القيادة مذ صغره وكما يقولون((الشوكة من سغرته محده))
لذلك تلقفته الحركة المدرسية قايدا لها أيام عنفوانها وكانت من أهم أجنحة النضال ضد الإقطاع والاستعمار الجديد.ولم تخطئ الحركة الوطنية الديمقراطية عند ما توسمت فيه قايدا مميزا؛ خاصة بعد أن رفض باصرار تذويبها في حزب الشعب ففعلت الحركة ما تعلمون تحت قيادته وانتشرت على طول البلاد وعرضها وأصبحت باتفاق الجميع أهم حركة عرفها تاريخ البلاد السياسي.
وعند ما تقرر إنشاء اتحاد قوى التقدم نثر الرفاق كنانتهم وهم من هم في النضال والتضحية عجمموا عيدانها فوجدوا الرفيق محمد مولود أصلبها وأكثرها مراسا وقدرة على تحمل الكدمات واستيعاب الصدمات، فلم يترددوا في تسليمه زعامة الحزب الناشئ فبرز بسرعة بين الأحزاب المرموقة بل اتفق الرأي العام الوطني على أنه من الأحزاب القليلة التي تستحق اسم حزب، بمواقفه الوطنية الجذرية الثابتة وبعده عن كل مايدنس مباديه وأهدافه السامية ومن حينها لم يترشح أي من الرفاق ضد الرفيق محمد لا لعدم الأهلية بينهم ولا لسد باب الترشح الحر ولكن للشعور النزيه النصالي بأن تعويض الرفيق محمد مولود ليس من السهولة بمكان .
وتبوا الرفيق محمد المكانة نفسها في إنشاء وقيادة الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية وكذلك المنسقية وبخ بخ بما فعل الرفيق محمد مولود في إنشاء وقيادة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وكذا(( الثمانية))والتحالف الانتخابي.
وعند ما قررت المعارضة الديمقراطية الاشتراك في مفاوضات دكار التي كانت دولية تم التوافق بسرعة ودون منازع على اختيارمحمد قايدا للبعثة مع وجود أحزاب وازنة وشخصيات بارزة . وبشهادة العديدين كان محمد مرجعية للكثيرمن المتفاوضين يلجأون إليه عند التازم. وقد عبر وزير الخارجية السنغالية السابق السيد كاديو لبعض رفاقنا عن اعجابه بالرفيق محمد مولود وأنه رأى فيه قايدا فذا ملهما وذا خصائص نادرة. وبدون منازع فقد كان محمد إلى جانب رفاقه في المعارضة الديمقراطية عنصرا حاسما في وصول المفاوضة _ورغم صعوبتها-إلى نتيجة مقبولة....
ان هذا التوافق الدايم وشبه العام وعلى فترات متباعدة وظروف متباينة يسمح لنا بالقول إن الرفيق محمد((مبني)) على القيادة إذا سمح النحويون باستعارةالمصطلح. كما يدل بوضوح على أن الذين لا يرون هذه الخصائص والخصال السامية والمميزات البارزة أو ينكرونها أو يتنكرون لها هم في وادهم والناس والحقيقة
والتواتر في واد آخر
وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين
محمدو الناجي