انتخابات 22 يونيو: أمل التناوب ومخاوف التشرذم (تحليل) | 28 نوفمبر

 

فيديو

انتخابات 22 يونيو: أمل التناوب ومخاوف التشرذم (تحليل)

سبت, 22/06/2019 - 11:12
صورة للمترشحين الستة على بطاقة التصويت

خاص 28 نوفمبر

مع اصطفاف الناخبين صباح اليوم أمام مكاتب التصويت في عموم البلاد لاختيار رئيس جديد للبلاد تدخل الديمقراطية الموريتانية منعطفا مهما في الممارسة وآليات الاختيار الحر.
انتخابات هذا العام يميزها ان الرئيس المنتهية ولايته لايشارك في الانتخابات كطرف منافس. 
ستة مترشحين توزعت انتماءاتهم السياسية اربعة منهم محسوبون على المعارضة وواحد مدعوم من اغلبية الرئيس المنصرف فيما يعتبر سادسهم شابا تكنقراطيا لا يعرف له ماض في الممارسة السياسية المحلية.
 في الرئاسيات الماضية بل ومنذو انطلاق المسار الديمقراطي كان ثمة دوما  بروز للسلطة كداعم يسخر امكانياته لصالح مترشح على حساب الاخرين بيد ان انتخابات هذا العام سلمت من هذه الشائبة صحيح ان المرشح ولد الغزواني تم دعمه من قبل الرئيسالمنتهية ولايته لكن حملته الانتخابة عرفت ابعاد الجهاز التنفيذي ممثلا في الحكومة عن واجهتها، بينما تتولى لجنة مستقلة للانتخابات الاشراف الكامل على مسار الاقتراع.
يرى محللون ان انتخابات هذا العام تمثل بالفعل تطورا مهما في المنافسة الديمقراطية الموريتانية حيث يجسد المرشحون الستة كافة الوان الطيف السياسي والمجتمعي المحلي مما يعني ان التناوب السلمي على السلطة اصبح واقعا تحتكم آلية النخبة موالية كاتت او معارضة.
التناوب السلمي على السلطة يستلزم براي مراقبين إدراك المرشح الذي سيعطية الموريتانيون تفويضا لحكمهم في السنوات الخمس المقبلة مستوى الطموحات التي وصلت اليها الديمقراطية المحلية كما ان عليه النظر بعين فاحصة إلى مفردات الخطاب السياسي وحمولاته الدلالية، حيت بات الامر برأي متابعين يتطلب حسما قبل خروجه عن السيطرة  فاخطر معضلة تواجهها الديمقراطية هي استعلالها من قبل السياسيين لتمرير خطاب فئوي او مناطقي خاصة في حالة (النرفزة) المجتمعية التي طبعت بعض خطب المترشحين،  
لذا فانه يتعين وضع حد لهذه المسالة من خلال اقامة دولة مدنية يشعر فيها كافة مواطنيها بالمساواة الفعلية امام القانون. وتجريم الخطابات المتطرفة ايا كان مصدر تطرفها.
يوجد تحدي اخر على من سيفوز بالاقتراع رفعه دون تاخير الا وهو محاربة الفقر والشعور بانعدام الحيلة الذي تعاني منه نسبة معتبرة من الموريتانيين. 
تحقيق هذين الهدفين سيعزز الديمقراطية الموريتانية، ودوام تجاهلهما سيدفع الى تعزيز الشعور بالاحباط ويضع المجهود اللذي تم بذله في سن القوانين وتحصينها ويحولها لمجرد نصوص نظرية لا تاخد الواقع بعين الاعتبار..

محمد محمد فال