لماذا هذا الوسم أو الهاشتاك، #المدون_النفيخه | 28 نوفمبر

لماذا هذا الوسم أو الهاشتاك، #المدون_النفيخه

أحد, 05/05/2019 - 18:20
لماذا هذا الوسم أو الهاشتاك، #المدون_النفيخه

منذ تم بسطُ الفيسبوك للعامة، و هو يشهد تزايدا قويا في تكوين الرأي العام في كل دولة و مجتمع، و في بلادنا أصبح كذلك، لكننا و كعادتنا مع كل مُنتجٍ مفيد، سهل الاستخدام، أصبحنا نُميعُ هذه الأداة تمييعا أصبح معه كل شخصٍ كائنا مستغلا بذاته، و ذلك شأنُ ما طغى من حرية تعبير و سهولة نشر،، لكن كثيرين لم يكتفوا بذلك، إذا لم يُعلن أحدهم نفسه جمهورية مستقلة، فإن ذلك من حسن حظنا فقط، لا من تواضعه، فتراه أصبح يسوقُ الناس بنواصيهم وراء أخبار مغلوطة و إشاعاتٍ كاذبة، و تضليل متعمد، إذا حاورته سخرمنك، و إذا علقت له مُناقشا مستفسرا، لم يعبأ بك، في منشوراته أوداجٌ منفوخة، و لسان يُطاول ألسنةَ بائعاتِ الهوى، كلامه لا يؤخذُ منه و لا يُردْ، ينتشي من عطر، النميمة، "قال و قالت" و يلبسُ من قماشِ "ذَا اللِّي كَلَتْ ما يُولالُو"، صفحته شتائمٌ و ترصد و فضح للخلائق، و تعالٍ عليهم، و نميمة بين هذا و ذاك، يتبعه في سلاسل فضائحه و فضحِه، السُّذج الغافلون، فأصبح بين ليلة و ضحاها يأكل من وهمِ حشيشٍ يرمي في اعتقاده أنَّه صانع رأي، لا يلتفتُ لقول و لا تصويبِ عاقل، بل يرميه بكل ساقطٍ من قول، ثم يأمرون تابعيهم بالهجوم عليه، و حين تنتهي المأدبة، يكتب أحدهم ما يشي بتمتعه بها، مُلمحا أنْ تلك معركة كسبتها بلا صدٍ و لا رد، لا يرده عن ذلك إلاَّ إفحامٌ مُرْ و لسانٌ صارم، فتجده قد انكفأ على نفسه كالحية الرقطاء اكتوتْ بالنار، يتصنعُ الأدب و يتدثر برقِيِّ الأخلاقِ المُزيف، متدخلا بينكَ و زبانيته، مُتصنعا لُطفَ الجرابيعِ، و كرمَ الكلبةِ الولُودِ قد شبعتْ، فلا يعنيها مصَّ ثديها رضيعها أو قطة شاردة.

ما يحز في النفسِ حقا، عجزُ النخبة الحقيقية عن إلجامِ المتسلقين، و تركِها لمنصاتِ التواصل الاجتماعي لحثالاتِ التربص بالفراغ، و إمعاتٍ تُنتجُ التفاهة بلا زاجرٍ و لا ناهٍ، فأصبحت إبرة الشمال في بوصلة الرأي العام، تُقدم القضية التي تُريد و تؤخر أخرى.

لذلك كان هذا الهاشتاك أسفله، نعلمُ علم اليقين، أنْ لنْ يُغير شيئا، لكنها وخزةٌ في بالون منتفخ بالغرور، و الجهلِ و النرجسية، و تنبيه لمن امتلأ فراغا فطار بعيدا، لا يسعه كل هذا الفضاء الكبير، و لأنَّ المرء فقيه نفسه، "إذا فقِه" إذا كنتَ تجد هذه المواصفات تنطبقُ عليك، فأنت #المُدون_النفيخه، الذي نعني، و إذا لم تجد فيها نفسك، فنحن بالتأكيد لا نعنيك، و يُشرفنا أن تنضم للكتابة على الهاشتاك:

#المدون_النفيخة

---------------

من صفحة الاستاذ صلاح الدين الجيلي على الفيس بوك