من المناسب والمنصف أن ننظر إلى الإنسحابات من الأحزاب السياسية وكذا الإنضمامات إليها بروح سياسية منفتحة ومرنة ولأن الحديث اليوم يتركز على بعض الإنسحابات من حزب تواصل فإنه يهمني تسجيل الملاحظات التالية :
1 - واضح أن تواصل أصبح حزبا سياسيا جامعا ولم يعد -كما يحلو للبعض وصفه - حالة إيديولوجية مغلقة وأنه يستقبل عضوية من مختلف شرائح ومكونات ونوعيات المجتمع ويغادره البعض ممن لم يقنعه مساره أو لم يجد فيه مبتغاه أو لم ينزل منزلته - حسب تقديره - أو لم يصبر على مقتضى الانتماء إليه أو كان في عجلة من أمره.
2 - أن مغادرة البعض لصفوف تواصل خصوصا في المواسم الإنتخابية ليست أمرا جديدا ، بالضبط مثل التحاق آخرين به وغالبا ما يكون الملتحقون أكثر عددا من المغادرين.
3 - مع ذلك من المهم أن يدرس القائمون على تواصل حالات الإنسحاب ويتوقفوا عند أسبابها ويعالجوا ما أمكن علاجه فلا الحالات واحدة ولا كل مغادر دفعه الخوف من السلطة أو الرغبة فيما عندها.
4 - صدق كثيرون ممن علقوا على هذه الإنسحابات وأوضحوا أن الفكرة فوق الأشخاص والأحزاب بمشروعها وبرنامجها لا برموزها وأشخاصها مهما كانت مواقعهم أو أهميتهم، وصدق كثيرون حين أثبتوا التقدير للجميع واحترموا لكل خياره ولم يعتبروا تباين الرؤى والتقديرات قضية حق وباطل أوصلاح وفساد.
من صفحة الاستاذ جميل منصور على الفيس بوك