ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لإستحضار مجد شهدائهم (صور) | 28 نوفمبر

 

فيديو

ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لإستحضار مجد شهدائهم (صور)

اثنين, 22/04/2019 - 19:10
ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لشخذ الهمم حول تاريخ شهدائهم (صور)

نظم الناصريون في موريتانيا مساء أمس الأحد بفندق "موريسانتر" بالعاصمة نواكشوط، ندوة خلدوا خلالها الذكرى الخامسة و الثلاثين لانتفاضة 1984 التي قام بها التيار الناصري ضد نظام ولد هيدالة، وأدت إلى إسقاط هذا النظام، وخلال هذه الندوة، التي حضرها جمع كبير من الناصريين والمدعوين، احتل الحديث عن التعذيب واستشهاد الشهيدين: سيد محمد لبات (سيدات) وأحمد ولد أحمد محمود الصدارة في الحديث عن هذه الذكرى، كما غصت القاعة بالشعارات، المعبرة عن استحضار روح الشهيدين والتاريخ النضالي للحركة. فلسطين والقدس كانا حاضرين بقوة، كما تم استحضار شعارات تلك المرحلة المنددة بالتحالف الرأسمالي العسكري وتفقير الشعب ورفض تطبيق الليبرالية المتوحشة آنذاك..إلخ من الشعارات ذات الدلالة العميقة، والمؤثر وجدانيا وعمليا في الجماهير الموريتانية أمس واليوم، شعارات: "لا لليبرالية التعليم والصحة"، "يسقط التحالف الرأسمالي العسكري"،"لا للطرد الجماعي للعمال"،"ضريبة التبرع تساوي ثراء الحاكمين"، "لا لتصفية شعبنا في الريف".

استهلت الندوة بقراءة الفاتحة على روح الشهدين، بعدها ألقى رئيس "منظمة الثقافة والاتصال والبئة والتنمية" "ثابت" د. محمد الأمين ولد عبيد كلمة بالمناسبة أكد فيها على أن تخليد هذه الذكري يشكل مساهمة في صياغة وعي جديد أكثر عطاء، من خلال تخليد ذكرى 1984 المجيدة، والتي سقط خلالها شهيدين، هما: سيدي محمد ولد لبات، وأحمد ولد أحمد محمود، وأوضح أن هذا التخليد، يتم هذه السنة، تحت شعار: "ذاكرة شعب وتاريخ وطن"، مؤكدا أن هذا الحدث، يشكل محطة ذهبية من محطات تاريخ بلدنا المعاصر ولحظة انتصر فيها الإنسان على الأنانية وضرب المناضلون فيها أروع مثال في الوطنية الصادقة، التي تسامت عن المصالح الضيقة والحسابات الشخصية. وأكد د. ولد عبيد أن التردي الأخلاقي، الذي يطبع الحياة السياسية اليوم، يتطلب من كل الخيرين والأحرار مساهمات نوعية وجادة من أجل الخروج من حالة التردي القائمة وما يتولد عنها من ضبابية في الرؤى واختلال في مفاهيم التدافع.. وهذه بدورها قال إنها مزدوجة، تهدد المصير الوطني وتستدعي جهدا لمواجتها.

 

واستطرد رئيس منظمة "ثابت" قائلا: إن بلادنا تمر بمنعرج تاريخي من حياتها، يتعين أن يؤسس خلاله أهل الثقافة والفكر والرأي المستقل، صياغة نمط تفاعلاتنا الداخلية، وفق عقلية تقدمية ومستنيرة، تعلي من شأن التعدد في الآراء والتباين في المواقف والتنوع في وجهات النظر، من حيث هي إثراء وإغناء وتطوير لتجربتنا الوطنية ووسيلة فعالة لتحصينها ضد ثقافة الإقصاء والتطرف والغلو. وتعهد ذ. ولد عبيد بأن تبقى "ثابت" الحضن الدافئ للكل، وذلك من أجل تجذير منظومة مفاهيمية، تقدمية، قادرة على التصدي للتخلف ورواسب الماضي وسلبياته.

بعده ألقت الأستاذة فاطمة بنت اكليب، كلمة النساء، مؤكدة فيها أننا مدعوون للوقوف إجلالا و تقديرا لتضحيات شهداء و سجناء الانتفاضة ، حيث كانت السجون يومها قد امتلأت بالسجناء، وسقط الشهيدان البطلان سيد محمد/ لبات، واحمد ولد احمد محمود، تغمدهما الله برحمته الواسعة، إنه سميع مجيب. وأكدت الأستاذة فاطمة بنت اكليب إن المرأة الناصرية قد لعبت في هذه الانتفاضة المجيدة دورا نضاليا متميزا حيث شاركت و بشكل منقطع النظير، في المظاهرات والانشطة التعبوية من توزيع للمناشير، والمرابطة أمام المعتقلات و مواساة اسر السجناء، مما جعلها تتعرض للاعتقال و التعذيب داخل مخافر الشرطة وتتعرض كذلك لمختلف انواع الاهانات النفسية و البدنية.

 

وطالبت بنت اكليب بأداء اكثر فعالية من مجرد الإحياء المناسباتي، قائلة: "إنه علينا القيام بكل ما هو ممكن من خطوات في سبيل احياء المشروع لأن إحياء الذكرى لا يكون وفاء، ما لم نحيي ما ضحى هؤلاء بأعز ما يملكون فداء له. واختتمت الأستاذة فاطمة، قائلة: "إسمحوا لي أن أطلب من جميع مناضلات هذا التيار العمل على ترسيخ هذا الفكر في نفوس أبنائنا، الذين لم يعايشوا فترة ازدهاره، والذين هم بحاجة إلى ملء الفراغ بأفكار ومبادئ هذا الفكر النير وذكر مناقب وتضحيات شهدائه، وجعلهم قدوة في زمن تكتوي فيه المنطقة العربية بنار الفكر المتطرف و سطوة القوى الاستعمارية".

بعدها ألقى رئيس منظمة "الطليعة التقدمية أمينها العام، الشاب: باب أحمد ولد عباس كلمة جاء فيها: "باسم الطليعة التقدمية نشكر منظمة "ثابت" على تنظيمها لهذه الندوة المخلدة لذكرى راسخة في القلوب ومليئة بالدلالات والعبر.. إنه تخليد يبرهن على وفائنا لشهدائنا، الذين سقطوا في ساحة الشرف، دفاعا عن كرامة شعبهم وخدمة لوطنهم وأمتهم. و بما أننا فصيل طلابي شبابي فإن كلمتنا هذه، ستركز على الدور الكبير و الجوهري، الذي لعبه التلميذ و الطالب، خلال تلك الانتفاضة المجيدة. لقد شكل التلاميذ و الطلاب وقودا لانتفاضة ١٩٨٤ الخالدة، فلم تسلم مدرسة و لا حائط من كتابة الشعارات المنددة بالنظام وسياساته وممارساته، كما كانت المناشير تطبع وتوزع على عموم التراب الوطني في نفس التوقيت.. وهو عمل يصعب تخيل دقة تنفيذه في ظروف كالتي كانت تعيشها البلاد آنذاك. لقد كان للطلاب حينها لاءاتهم التي تحاكي عدديا لاءات عبد الناصر: لا اعتراف، لا صلح، لا سلام، فقد صدح التلاميذ والطلاب الناصريون حينها أيضا بشعارات: لا لليبرالية التعليم والصحة- لا لتجويع أهلنا فى الريف- لا للتحالف الرأسمالي العسكري.. لقد قدم الشباب الناصري تضحيات جساما، فنكل بهم أشد ما يكون التنكيل، وزج بهم في السجون والمعتقلات، ودفعوا دماءهم الزكية، ثمنا للحرية والكرامة الوطنية.. ففي زنزانات النظام الهيدالي، صعقوا بالكهرباء وتعرضوا لتعذيب"جكوار" وللضرب المبرح، ومورست ضدهم كل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، كما أخضع كثيرون منهم للإقامة الجبرية وعاش من تمكن منهم من الخروج الآمن قساوة المنافي والغربة، بحثا عن مكان يوفر لهم مناخا للنضال لصالح قضيتهم، ويقيهم بطش نظام متغطرس. إن تضحيات الفتيات والشبان والنساء والرجال الناصريين، شكلت وقودا لانتفاضة 1984 المجيدة، كما قدمت القوى النقابية، على مستوى اتحادي الطلاب والعمال دروسا في النضال والتضحية، جديرة بأن تدرس للأجيال المتعاقبة... فبفضل ذلك العطاء المتدفق، استطاع الناصريون توجيه ضربات موجعة إلى نظام البطش الهيدالي، زعزعت سلطانه و أضعفت قبضته على الحكم، الشيء الذي أدى إلى إسقاطه، أشهرا قليلة بعد انطلاق شرارة الانتفاضة الناصرية المظفرة.. والتي أثمرت دستورا جديدا، كرس اللغة العربية، لغة رسمية للبلاد، وتم التأكيد فيه على هوية البلاد، وأصبحت بفضله الوحدة المغاربية والعربية هدفا، تسعى الدولة إلى تحقيقه.

 

إننا فى الطليعة التقدمية ونحن نخلد معكم اليوم هذه الذكرى الأليمة، التي سبقت ميلاد غالبيتنا، فإننا نعدكم بأن نظل دوما ثابتين على طريق رعيلنا الأول.. فلتثقوا بأننا لن نحيد و لن نتراجع و لن نبدل، وسيظل الصوت الناصري جهورا، مؤثرا وفاعلا- كما كان و كما يجب أن يكون. لقد قمنا في الطليعة التقدمية بعديد التحركات التي من شأنها أن تفعل النشاط القومي في بلدنا، كما وقفنا بقوة ضد خطوة النظام الغريبة و المدانة بأشد العبارات، والمتمثلة في تغيير إسم شارع جمال عبد الناصر الرمز العربي المسلم الإفريقي الذي تمثل شخصيته و تاريخه الناصع رصيدا نضاليا، خدم أمتنا العربية و قارتنا الإفريقية، فكان عبر مسيرته النضالية، مثالا للتضحية وأنموذجا رائعا وفريدا في المنطقة، عزز وحدة وتعايش العرب و الأفارقة.. وهو خيار يناسب دولتنا المتسمة بالتنوع.. لذا فإن عبد الناصر بتاريخه وبنضاله، المتسم بالشمولية والتنوع، يشكل رافعة للوحدة الوطنية في موريتانيا.. وهذا ما كشفه التفاعل منقطع النظير مع البيان- الذي وجهناه للرأي العام الوطني- داخل الساحة الوطنية بكل أعراقها وفئاتها وطبقاتها، تنديدا بتغير إسم شارع جمال عبد الناصر ، حيث أدان الجميع تلك الجريمة النكراء وتضامن مع موقفنا الرافض لها ... إننا لن نقبل أن تذهب دماء الشهيدين سيدي محمد ولد لبات وأحمد ولد أحمد محمود هباء، ونطالب بمحاسبة كل من شارك في جريمة تصفيتهما جسديا، ، فهو حق لا يسقط بالتقادم، كما نطالب بجبر الضرر بالنسبة لكل من تضرر من موجة التعذيب والمعتقلات، خلال انتفاضة 1984 المجيدة..فنحن في الطليعة التقدمية لن نرضى بأن تضيع تضحيات و معاناة السجناء و المعتقلين من النساء والرجال والطلاب والعمال تلك.. فبقدر ما كانت هذه الانتفاضة فاعلة ومؤثرة حينها، فإننا نريد لروحها اليوم أن تكون موجها ومرشدا لنا، من أجل إكمال مسيرة الشهداء ..وما ذلك على الله بعزيز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لشخذ الهمم حول تاريخ شهدائهم (صور)
ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لشخذ الهمم حول تاريخ شهدائهم (صور)
ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لشخذ الهمم حول تاريخ شهدائهم (صور)
ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لإستحضار مجد شهدائهم (صور)
ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لإستحضار مجد شهدائهم (صور)
ناصريو موريتانيا يستنهضون الواقع لإستحضار مجد شهدائهم (صور)