برلماني يكتب: مرشح عسكري vs مرشح مدني! | 28 نوفمبر

 

فيديو

برلماني يكتب: مرشح عسكري vs مرشح مدني!

أربعاء, 10/04/2019 - 20:27
النائب البرلماني محمد الأمين سيدي مولود

خلال انتخابات 2007 كنتُ مع آخرين من الشباب المعارض جدا والحالم جدا ندعم مرشحا عسكريا سابقا هو الرئيس صالح ولد حننّ ضد المرشح المدني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله _ صحيح أنه مدعوم من المؤسسة العسكرية _ بل وضد مرشحين مدنيين آخرين من بينهم معارضون معارضة صرفة وذوو مشوار طويل في النضال والرفض، ولم نكن نستحضر ثنائية مرشح عسكري ضد مرشح مدني التي تُطرح اليوم كفكرة كافية لدى كثيرين لتبرير دعم أي مرشح بغض النظر عن ماضيه وبرنامجه، أو لإبعاد وإقصاء أي مرشح بغض النظر عن ماضيه وبرنامجه.

وقبل ذلك وفي 2003 كنا ايضا وفي إطار جبهة وطنية عريضة شملت اليسار واليمين والقوميين والاسلاميين، وشملت حركات شبابية وتيارات عرقية وقومية من مختلف مكونات المجتمع وجهاته ندعم المقدم محمد خونه ولد هيداله رغم سوابقه السلطوية غير المشجعة وخلفيته العسكرية، وكنا ندعمه ضد معاوية نظريا، لكننا دعمناه ضد مرشحين معارضين ومناضلين نوادر مثل الزعيم الرمز أحمد ولد داداه، ولم نستطع حينها ولا نستطيع الكلام عن ثنائية مرشح عسكري ضد مرشح مدني وتقديمها كامر حاسم لخيارات الناس، كنا نتكلم عن مقاربات اخرى وعن واقع سياسي ومبررات سياسية وإكراهات سياسية، سواء كانت خطأ او صوابا، لكنها كانت أكثر منطقية من الكلام عن عسكري فاسد بالمطلق ضد مدني فاسد بالمطلق لأنه منطلق غير سليم وغير منهجي وغير مؤسس.

إن إكراهات السياسة والواقعية فيها التي تجعل بعضنا يرشح خصومه أمس لا تمنع ان يدعم البعض الآخر خصومه بالأمس ايضا اللهم إن كان هنالك مبدأ "حلال لنا حرام على غيرنا". وإكراهات السياسة وواقعيتها هي التي تم إقناعنا بها خلال فترات سابقة بالانتظار في أشعة الشمس أمام منصات تعتليها شخصيات متهمة بالفساد ووزراء داخلية كانوا مسؤولين بشكل مباشر عن قمعنا قبل ذلك، وزعامات قبلية واجتماعية تقليدية كانت سندا لأنظمة الفساد والطبقية إن لم تكن صنّاع هذه الأنظمة وأسباب انحرافها، وكان تقديم هذه الشخصيات أمامنا وفوقنا بحجة الواقعية السياسية ومقارباتها، كنا نتفهم ونقبل وأحيانا نصفق ونتحمس، وقد بلغ بنا الأمر وصول هؤلاء لمصاف قيادات المعارضة وصفوفها الأمامية وأبعد من ذلك ... !

الآن نحن في استحقاقات انتخابية رئاسية في غاية الأهمية، ويجب ان يكون طرحنا أكثر نضجا، وأن نستفيد من الماضي ومن التجربة ومن المراحل العمرية، ونكون اكثر منهجية وإقناعا، وخريطة الترشحات اليوم تقول إنه هناك مرشحون من عمق السلطة بعضهم مدعوم بقوى معارضة وبعض الموالين، وبعضهمومدعوم بقوى موالية وبعض المعارضين، وهنالك مرشحون معارضون بعضهم له سوابق في التحالف مع بعض الأنظمة ودخول حكومات وحوارات ومفاهمات، وكل ذلك من صميم العمل السياسي الطبيعي، وبعض هؤلاء المرشحين ذوي خطاب معارض صرف وحقوقي صريح الخ وفي كل ذلك خيارات منوعة ومجالات متعددة لطالب هذا الخيار وذاك؛ وينبغي ان يكون تفاضل ذلك او نقاشه على اساس هذا البرنامج او ذاك، وعلى أساس ماضي هذا المرشح او ذاك ومصداقية هذا أو ذاك، وليس على اساس هذا عسكري وهذا مدني، او هذا فلان وذلك فلان ولا هذا من الجهة الفلانية وذلك من تلك. ويجب ان يكون النقاش أكثر شمولية ونضجا والأسلوب أكثر احتراما وإقناعا.

وبعد كل ذلك ينبغي وقف الهجوم الدائم على المؤسسة العسكرية وعلى العسكر بالجملة فهم جزء من هذا الشعب فبهم الصالح والطالح، ولا ينبغي طمس مؤسسة كاملة _ فيها أغلبية تعاني ظروفا صعبة _ في جريرة افراد معدودين حتى ولو كان بعضهم في مواقع متقدمة. كما أنه لا يوجد فساد مطلق في العسكر مقابل صلاح مطلق في الجانب المدني، بل في كل ذلك ما يؤخذ ويرد ويجب العمل على إصلاحه جميعا.