صلاح الولد علامة فارقة، على ثمرة العمر، وخواتيم الأعمال، وبناء الأجيال ﴿إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا﴾، الطيبون للطيبات، ﴿ولولا فضل الله عليكم ورحمته، ما زكا منكم من أحد أبدا﴾.
ولد لا يقرأ السبع المثاني، ولا يرتل القرآن العظيم ظهرا عن قلب.. هل ولد هذا الولد؟ّ!.
ولد لا يدخل مَشفى النبي صلى الله عليه وسلم، ودارَ بعثته، ودارَ هجرته، ومدرسة سنته، وغزواته وسراياه؛ من "أبوابها" المشْرعة هل ينجح في امتحان منكر ونكير (ما علمك بهذا الرجل) اذا امتحن وزجر؟.
ولد لا فقه له في الدين، ولا ورد له في مقامات ﴿فاذكروني أذكركم﴾، ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول﴾، ﴿ءامنوا بالله ورسوله﴾، ﴿قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم﴾،هل ينتسب، (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
أيها الآباء؛ قبل أن يلتف الساق بالساق و يقال لكم ﴿كلا لا وزر﴾.
ولدا تركتموه يتهوّد، ويتمجّس، وللنصارى ينتصر، ومن الخلق العظيم يتبرأ، عقكم عقوقا ولو كان ابن نوح، لا عهد لمن ظلم ﴿قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين﴾..
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: عن "الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل ليذكر، فقال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)... تمحض الخير والخبر.
لا تحسبن من نسي ورده عن ذكر الرحمن، سيكتب له في هذه الديار ذكر، أو سيروى له صحيح من الخبر.
رِوَى القلب، وصلاح الولد، ذكر الله، (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
﴿و والد وما ولد﴾؛ لتصح عقائد وألسنة أولادكم، و لتسلكون بهم مجالس ذكر العلماء والصالحين لاصلاح قلوبهم ، أو ﴿لتركبن طبقا عن طبق﴾!.
إن تجربة "بناء النشئ: البراعم" على محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، صنعت ألق محاظرنا، وخطباء مساجدنا، وأحناف علماءنا، وأعلام قضاتنا.
سارع من اجتُبي إلى خيراتها، وفر إلى الله من اعتكف بمثاباتها.
هل تتلمذتم بأكناف "محظرة التسيير" مهاجرين؟، وهل حظيتم بالمبيت بمحظرة گلاگه مشتاقبن؟، وهل صليتم الفجر بـ"معهد اژواژ" ضرعا ساجدين ذاكرين؟، وهل رأيتم وضاءة وجه شيخنا ماء العينين متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة من اهل الرضوان آمنين؟، وهل تحنثم بمدارس الإمام الحاج محمود با "الفلاح.." "الفلاح"...؟.
لا أخالكم تجهلون كرامات آد وكفافه، وعدود واقفافه، وبلال محمود لولي، ومحنض بابا.. أولائك الزراع من طهر البيت للعاكفبن والسجد والراكعين.
إن من فضائل ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾، أن الله الوهاب، رزقنا أحد عشر ولدا، وسبعا من المؤمنات القانتات، ما عق أحدهم عقوقا، وما تنكب ميسم حفظ هذا القرءان، وما زاغ وما فسد.
ونحن لصلات رحمنا، كنا عند شدائدهم العماد والسند، يشهد بذلك من خلفهم في الديار منهم، ومن مات، ومن سجن، ومن صحبنا، ومن إلى ديار بعيدة او قريبة انزوى أو هرب.
الأشهاد كتبت ذلك، والشهود، حج من حج منهم، وطاف بالبيت من اعتمر.
قال تعالى:
﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾ صدق الله العظيم.
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي.