أشاد الدكتور الشيخ الزين الإمام، نائب أمين عام رابطة علماء موريتانيا، رئيس منتدى إسلامي للفكر وحوار الثقافات، بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تحقيق قيم الأخوة الإنسانية، وتشجيع الحوار بين الأديان والحضارات، على المستوى العالمي.
وأوضح الدكتور الشيخ الزين الإمام أستاذ أصول الفقه بجامعة نواكشوط، أن نتائج مؤتمر "الأخوة الإنسانية" والوثيقة التاريخية التي وقّعت خلاله بين أكبر شخصيتين دينيتين عالميتين، وهما قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، هي "رسالة تأخٍ وإشعاع تسامح عالمي بين أتباع الأديان السماوية ينطلق من أرض الإمارات ليضيء نوره العالم أجمع، سلاما وتآلفا وتسامحا، ونبذا للعنف والكراهية والتطرف".
وأكد المفكر الإسلامي الدكتور الشيخ الزين الإمام، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" من موريتانيا، أن خطوة عقد مؤتمر الأخوة الإنسانية في أبوظبي، بحضور شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان، والنتائج المترتبة عنه، مبينا أنه بمثابة "حلف فضول جديد ليست داره دار ابن جدعان بل داره دار محمد بن زايد، راعي هذا المؤتمر"، على حد تعبيره.
وأكد الدكتور والمفكر الإسلامي الموريتاني الشيخ الزين الإمام "أن أهل الإمارات مؤتمنون على الإسلام" معتبرا أن "كل ما يقومون به من جهد هدفه رفعة الدين والتمكين له ودرء الشبهات، وتوضيح زيف المغالطات التي طالما شوهت الدين الحنيف"
ونوه الأمين العام المساعد لرابطة علماء موريتانيا بالعلاقات المتميزة بين موريتانيا والإمارات تاريخيا وحاضرا، مشيرا إلى أن "دورها في مجال الدعوة وخدمة الإسلام والمسلمين مشهود محمود، وأنها ظلت دوما ملجأ للعلماء والقضاة الموريتانيين".
واعتبر الدكتور الشيخ الزين الإمام أن "إعلاء القيم الإنسانية المشتركة والتعاون على تحقيقها، التي سعى إليها مؤتمر الأخوة الإنسانية- هي أهداف نبيلة وضرورية في هذه الظرفية، وفي زمن عالم القرية الواحدة".
وأشار إلى أن "دور العلماء محوري وجوهري، نظرا لما يسمى بالفتوى العابرة للحدود التي جعلت شباب الأمة في حالة ارتباك، نظرا لالتباس المفاهيم، وما يسعى إليه البعض من تشويه للإسلام".
وأضاف الإمام أنه "أصبح لزاما على العلماء نقض الشبه وتوضيح صورة الإسلام في تسامحه واعتداله وقبوله للآخر"، مبينا أن "ذلك ما نجح فيه مؤتمر الأخوة الإنسانية الأخير، لأنه جاء من أجل التأكيد على حرمة دماء الأبرياء، مستشهدا بقوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)".
واعتبر أن "التأكيد على إعلاء القيم الإنسانية المشتركة، الذي كان من بين بنود وثيقة المؤتمر الختامية، يضفي على الحدث أهمية أكثر؛ لأنه بلا شك من القضايا الملحة تعاني الإنسانية من غيابها وتغييبها"، على حد تعبيره، مشيرا إلى "أن أي جهد يبذل من أجل إدخالها ضمن المنظومة الفكرية المتداولة أمر محمود يستوجب الدعم والتأييد والتنويه".
وشهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، توقيع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مساء الإثنين، وثيقة "الأخوة الإنسانية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية، الذي احتضنه "صرح زايد المؤسس".
وانطلقت فعاليات "لقاء الأخوة الإنسانية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بحفل افتتاحي وعرض فيديو تقديمي لهذا الحدث التاريخي.
وقدَّم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال كلمته في فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية، الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعبا لاستضافة لقاء "الأخوة الإنسانية"
وقال الإمام الأكبر: إن "وثيقة الأخوة الإنسانية تطالب القادة بوقف نزيف الدماء ووقف الصراعات وإزهاق الأرواح البريئة، وأن هموم قداسة البابا فرنسيس وهمومي كانت متطابقة أشد التطابق".
والدكتور الشيخ الزين الأمام هو مفكر إسلامي معاصر، يشغل نائب أمين عام أكبر رابطة علماء في موريتانيا، ورئيس منتدى للفكر وحوار الثقافات، وهو كذلك عضو المجلس الإسلامي الأعلى سابقا في موريتانيا، وأستاذ محاضر لمادة أصول الفقه في جامعة نواكشوط، وله العديد من المؤلفات في مجال الفقه وأصوله، وحقوق الإنسان في الإسلام.
نقلا عن "بوابة العين الإخبارية"