دعا الحزب الحاكم الشعب الموريتاني إلى مشاركته في المسيرة الإحتجاجية التى ينوي تنظيمها منتصف الشهر المقبل، وأوضح الحزب في بيان له أن انتشار خطابات ورسائل تحريضية خلال الفترة الأخيرة تدعو إلى الكراهية والنيل من الوحدة الوطنية أصبح يشكل خطرا على نسيج اللحمة الوطنية، وهو مايتطلب تكاتف الجهود لصده، وجاء في بيان الحزب:
" انتشرت خلال الفترة الأخيرة خطابات ورسائل تحريضية، تدعو إلى الكراهية والنيل من الوحدة الوطنية، وتشكل خطرا على نسيج اللحمة المجتمعية لبلدنا، وهي خطابات تعتبر صوتا نشازا، وتشكل خروجا سافرا على كل القيم الدينية والاجتماعية والثقافية لمجتمعنا المسلم والمسالم.
وهنا لا بد أن نذكر ونتذكر جميعا أن الموريتانيين اختاروا منذ استقلال بلادنا عام 1960، خيار الدولة الوطنية الجامعة لكل أبنائها، والموحِدة لجميع فئاتها وشرائحها، بعيدا عن الغبن والحيف والظلم، ولا يتحملون جريرة إرث ماض نبذوه وراء ظهورهم، وعفا عليه الزمن، فلاهم تمسكوا بسلبياته، ولا هم أسسوا دولتهم على معطياته الطبقية، وتمايزه العرقي، وتراتبيته الفئوية، فمنذ الاستقلال والموريتانيون يسعون جاهدين لبناء دولة وطنية يُقضى فيها على الفوارق الاجتماعية، ويُمنح كل مواطنيها ذات الفرص ونفس الحظوظ، بعيدا عن الإقصاء والتهميش.
وقد شهدت العشرية الأخيرة جهدا مضاعفا لا يكل ولا يتوانى، تؤازره رؤية ثاقبة لا شوب فيها، من أجل تعزيز بناء مجتمع متماسك ومتعاضد، يسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق وواعد، وهو ما مكن بلادنا من قطع أشواط كبيرة على طريق بناء دولة المواطنة الحقة التي لا مكان فيها للتمييز على أساس طبقي أو عرقي أو فئوي، وتلك مكاسب تتطلب المحافظة عليها، ويستدعي تعزيزها، تكاتفنا جميعا وتضافر جهودنا يدا بيد ومنكبا بمنكب، ونبذ كل أشكال الدعاية العنصرية أو التحريض على الكراهية.
كما يجب أن نتذكر ونعي أن الدول التي شهدت أوضاعا قادت إلى المساس بأمنها والإخلال بجو السكينة فيها قد تضرر الجميع فيها بتبعات غياب الأمن وانهيار السلم، ودفع الكل بدون استثناء ثمن تلك الفوضى والاضطرابات.
وإذ ندرك أن هذا الموضوع يشكل هما مشتركا بين جميع الموريتانيين المخلصين، فإننا نغتنم هذه الفرصة لندعو كافة القوى الحية في البلد من أحزاب سياسية أغلبية ومعارضة وقادة رأي وعلماء وأئمة ومنتخبين ونقابات وهيئات المجتمع المدني وسائر المواطنين، إلى الوقوف بحزم وصرامة في وجه دعوات الكراهية التي تسعى للنيل من أمن بلدنا والمساس بسلمه وتماسكه الاجتماعي.
وسعيا لتجسيد ذلك الموقف، فإننا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ندعوكم جميعا للمشاركة في مسيرة ستنظم في النصف الأول من شهر يناير 2019 وذلك كتعبير مدني حضاري عن رفضنا جميعا أغلبية ومعارضة لخطاب الكراهية والعنصرية أيا كان مصدره، ومهما كان دعاته، والحض على رص الصفوف والعمل على بناء مجتمع متماسك ومتلاحم، أسس بنيانه على التقوى والعدالة الاجتماعية ومبادئ الديمقراطية وقيم دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع أمام القانون.
انواكشوط: 27 ديسمبر 2018"
حزب الاتحاد من اجل الجمهورية