رغم اني لست مكلفا بنصح حاكم ولا مؤهلا له ولا ينبغي لي أن أكون كذلك ، لأنه بالنسبة لي مجرد موظف عمومي يتقاضى راتبا "أكبر من حجمه" مقابل عمل محدد سلفاً، في وظيفة مغرية من حيث المنافع، مضرة من حيث الخواتم لمن لا يعي جيداً غدر الزمان وأهله.
صاحب الفخامة وصفوك بأوصاف فاقت وصفهم لمن سبقوك مثل (صاحب الكلمات الخالدة ، وصاحب الأفعال "الزينة على موريتان" وأبو القراءة "والكتاب" ) ، كلهم خُدعوا فانخدعوا، حسب المحفوظ من تعاطيهم مع الشأن العام فقد كانوا أكثر مرونة وهدوءاً ، واحتراما لأعوانهم منك ، وأكثر حفاظا على أبهة الملك مثل ظهورهم دائما في القشيب على العكس منك حيث مظهرك متقشف لا عن زهد حيث نظاراتك وساعتك تفضحان ذلك المظهر المخادع ، ضايقت رجال الأعمال في البروج ، والعوام في الأسواق ، وكل ما يدر نفعاً خاصا، الذين سبقوك رغم كل أخطائهم الجسام فقد أُخرجُوا من الدار التي خلفتهم فيها لا يملكون قنطاراً.
كل المؤشرات تشي بأنك ساعٍ إلى أن تكون باقٍ ونسيت أنك إن فعلت فأنت باغٍ ، مقربوك أو على الاصح مخادعوك يرددون أن الدستور ليس وحياً من شدة استخفافهم بالوحي ، وأنت قلت إن النظام باقٍ والكثيرون يحسبونه باغٍ ، انقلبت مرتين إحداهما على من نصبت ، والثانية على دستور البلاد الذي اتفق عليه الشعب خوفا من محاسبتك، وابدلته بتجمعات غير محددة المهام ، لو كنت زاهدا في الحكم زهدك في الملبس لما اقدمت على ما فعلت حيث أنت في مأموريتك الأخيرة والمنطق يقول إن هذه السنة التي قلبت لدنا فيها ظهر المجن هي سنة تهيئة الانتخابات الرئاسيىة فقط.
أشهر فقط ويحل الموعد الذي ينبغي عليك أن تكون مستعداً له بكرامة تاركا ذكراً طيبا لك ولأهلك فلا تغتر بمعزوفات الفرنسيين الخادعة بأنك ركن شديد في مجموعة الخمس الضعاف العاجزين عن حماية عواصمهم ، فقد كان بليز كمباورى يأوي إلى ركن فرنسي أصلب من ركنك، لما تداعى ملكه كانت فرنسا في صفوف مباركي مصيره والمؤلبة عليه ، وصديقك يحيى جامى لم تشفع له سبحته ولا نضارة وجهه ، ولا عزفه على العواطف الدينية لمواطنيه ، تماما مثل ما يصدح ولد حبيب الرحمن وبقية "الفرقة" بتمجيدك وانك خدمت الدين بمصحف حتى الوزارة الوصية لا توجد عنها نسخ توزع في المناسبات حسب البرتوكول المتبع في بلاد المسلمين ومسجد لا احد يعرف أين ذهب تموليه وبكم مول، وإذاعة دينية لم تكبح جماح التطرف إن لم تكن إحدى روافده، ترى أي دين يقصدون؟ صديقك جمى غادر عاريا مما عانى جمعه، ولائحة المستبدين المغادرين أذلاء كثر ولست استثناء إن لم تتعظ بهم.
إن رشحت ولد باي ستشرح المعارضة النانة توباك لمنازلته، فهي القادرة على هزيمته بإذن الله .