فقدت المساجد وأعمال الخير والبر وحسن الأخلاق والكفاءة المهنية والوظيفية ومقاطعة المذرذرة؛ أمس واليوم طودين من أطواد الكرم والمروءة والنبل؛ هما الكريمان الشيخان الدكتور محمد المصطفى ولد سيدي أحمد ولد أياي؛ والدكتور محمد ولد محمد صالح ولد النن.
وهو ما سبب حزنا ليس في التاكلالت وانيفرار وابير التورس ونواكشوط والمذرذرة فقط؛ بل في كامل موريتانيا التي عمتها فواضل الشيخين.
كان الدكتور محمد المصطفى رجلا عالما ومربيا فاضلا؛ ومؤلفا اثرى المكتبة الإسلامية بعلمه وفكره؛ وما أدنى أياديه دوره الذي لعب في مساعدة شيخنا الدكتور محمد المختار ولد اباه (باب) في ترجمته الفريدة لمعاني القرآن للفرنسية؛ ويعرفه كل من مر بجامعة شنقيط العصرية موجها وأستاذا ناصحا وأبا حدبا.
وقد ضرب أروع الأمثلة في النأي بالنفس عن المواطن التي لا تليق بمثله؛ حين استقال من الأمانة العامة لوزارة الصيد والاقتصاد البحري؛ سائرا على نهج الكرام من أسلافه في السمو والترفع عن الصغائر.
أما الشيخ محمد ولد محمد صالح ولد النن؛ فقد كانت يده شفاء المرضى؛ وغياث المستغيثين؛ وجد أمامه هو الآخر مهيعا مستقيما؛ لا اعوجاج فيه ولا انحناء ساره الآباء؛ فأتى بنيان الآباء فحافظ عليه وزاده؛ وأتشرف أني نلت ثقة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية لألتمس من بركاته وأقتفي سننه؛ وأجلس حيث جلس كأول نائب لمقاطعتنا الحبيبة.
انتهت علاقة الفاضل (محمل النن) بحيه بالصلاة عليه في المسجد الذي كان يؤم المصلين فيه.. ثم سار غاديا إلى بير السعادة؛ حيث راح والده الأجل من قبل.
جمع الرجلين يومان متواليان من أيام الحزن؛ كما جمعتهما غرر الفضائل وشم الخلال وطوال الأيادي والمحتد الطيب والنبوغ والإسلام والإيمان والإحسان.
أعزي نفسي وساكنة مقاطعتي وأبناء ولايتي وكل موريتانيا في الفقيدين الكريمين؛ جادتهما سحائب عفو الله ورضوانه.
ولله ما أخذ وله ما أعطى.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..