رسالتي إلى الإخوة و الرفاق في حزب الصواب صبيحة إعلانهم المظفر .
" لحضن عبد السلام و رفاقه خير عندنا و أبر من حضن بيرنالد و أعوانه " .
السلام عليكم و رحمة الله ؛ أيها الرفاق أيها المناضلون شعبي العزيز .
غبطة عالية و فرحة كبيرة و سرور لاحدود لهما تعترينا صبيحة إعلان وقائع الإحتضان الكبير و الإحتواء التاريخي الناجح و الموفق إن شاء الله غدا الخامس عشر من غرة رمضان المبارك .
المعمد بالحنكة الفريدة و التوفيق للذين تميزبهما إخوتنا و أصدقائنا الرفاق في حزب الصواب و الذي عجزت عن تحقيقهما أجهزة و دوائر كثيرة .
داخل الدولة و مؤسساتها الدبلوماسية و الأمنية و الإدارية و الحزبية و المجتمعية عن عمد او فشل .
ولا يسعنا هنا في هذا المقام إلا أن نبارك للرفاق في قيادة حزب الصواب و الملتحقين بهم في هذه اللحظة التاريخية العزيزة على أنفسنا و الهامة و المصيرية بالنسبة لوطننا و شعبنا .
و لثلة مهمة من بني جلدتنا جنحت بهم الأهواء و دفعت بهم الغلواء و العاطفة الى سواحل بعيدة و أدغال غريبة و دوائر و معامل خطيرة على الوطن و القضية و مستقبل الهوية .. نعم نبارك لهم جميعا هذا الإنجاز وذاك التحالف .
أيها الاخوة و الرفاق ؛
نحن واثقون بإذن الله أن طيفا مهما من بني جلدتنا و أبناء وطننا العزيز و قضيته و مطالبه المشروعة باتت في أيادي آمينة و مؤتمنة على القضية و الهوية.
و هو ماكان سر قلقنا و مكمن مخاوفنا و خلافاتنا المبدئية السابقة مع جلهم .
ولاشك هنا أن أحضان " الدكتور عبد السلام و رفاقه " في الحزب و المدرسة و المرجعية المأمونة خير عندنا و أبر من أحضان " بيرنالد و البول و بولارد و إيفا و سيكم " و أعوانهم و معاملهم الملغومة .
ورسالتي لكم جميعا حاضنين و محتضنين حلفاء و متحالفين أن تواصلوا كما بدأتم هذه الخطوة العظيمة بشجاعة و تجرد و إصرار .
لأن الوطن أولى بكم من غيره و أنتم أولى بهم من غيركم .
و لأن الأمة التي ننتمي إليها ثقافة و دينا و دما ماضيا و حاضرا و مستقبلا أرحب و أعز و أرحم لنا و لكم ولهم من سائر الأمم .
وأذكر هنا و أطمئن إخوتنا القيادات الزنجية " كمبا دادو كان و بلا توري وأمو كان و غيرهم " من العائدين إلى الحاضنة الجديدة .
أن أحضان العروبة و وشائج القربى و الدم و شواهد التاريخ المشترك بيننا كانت دائما أقوى و أصلب من نوازع الفرقة و بواعث الضغينة و الغل عبر عصور بناء الدولة و حماية الشعب والوطن .
كما كانت دائما مع " التكروري و الحاج عمر الفوتي و الشيخ عبد القادر كان " و غيرهم من أعلام الأمة التكرورية المرابطية الشنقيطية الموريتانية عليهم رحمة الله جميعا .
أما وصيتي لكم و للشباب في حزب الصواب و الرفاق من حولهم.
أن يتسموا بأعلى درجات التحمل و المرونة و الإستيعاب و توطيد الصلاة بإخوتكم المنتسبين الجدد لحزبكم .
من أجل حماية المكسب و لتحقيق الغاية و الأهداف التي نصبوا لها جميعا لما فيه خير وطننا و شعبنا و قضايانا العادلة و أمتنا الخالدة .
وهو أمر يتطلب مزيدا من الجد و الصبر و التحمل و التغاضي و التجاوز و النقاش و تقديم التنازلات المؤلمة و البذل السخي .
للوصول لغايات قد تتجاوز إن شاء الله أهدافا إنتخابية ظرفية إلى أهداف إستراتيجية وطنية تضمن الأمن و الإستقرار و تحافظ على الوحدة و الهوية وتعدد الثقافات و تسوية كل الملفات الكبرى ؛
ملفات ؛ الرق و مخلفاته و الإرث الإنساني و المسفرين من السينغال و التعايش السلمي وتعريب الإدارة و السوق و المراسلات و دمج اللغات الوطنية و الإصلاح العقاري في الريف و التعويضات و الدمج و الشراكة الوطنية .
و أخيرا و ليس آخرا .
أتوجه بقلب صافي و نية صادقة و أقول لأخي و صديقي رئيس حزب الصواب الدكتور المناضل عبد السلام حرمه ؛ بارك الله فيك و سدد خطاك و وفقك و أعانك في مهمتك النبيلة و الجسيمة .
وأتمنى على المنضمين الجدد لحزب الصواب من القيادات و الشباب المندفع و المتزنجين من حولهم الإنضباط و الإنسجام و التعلم ضمن الخط و المدرسة الجديدة .
و أن يميزوا هنا بين العمل الحزبي ذي المرجعية الذي تحكمه ضوابط و آليات ونصوص و تطبعه الواقعية و العقل و بين العمل العاطفي الظرفي و النفعي .
وهي مدرسة و حلف وخطوة تبعث على الإطمئنان و الأمل و تجب ما قبلها و عفى الله عن ماسلف .
و نحن في حزب الرباط الوطني من أجل الحقوق و بناء الأجيال " الحر المستقل " المنبثق من رحم المعاناة والراسخ في كنف النضال ثمرة عقود من التضحيات النضالية و سنوات من المراجعات الفكرية.
سنظل بحول الله و قوته من وراء القصد نحمل هموم و آلام ومعانات الفئات المهمشة و المحرومة و طموحات الشباب و النخب من كل الأعراق من أجل موريتانيا تجمعنا من أجل الحرية من أجل العدل الذي هو أساس الملك بثبات ودون تزحزح .
وأرجوا من كل الخيرين و الصادقين و أصحاب النوايا الحسنة و سدنة الهوية و الثقافة العربية و دعاة التعايش السلمي و تعدد الثقافات في هذه الربوع مباركة جهودكم و تثمينها و تزكيتها و تعضيدها و الدفاع عنها و ذلك ما نبغي و نرجوا.
" أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " .
عاشت موريتانيا عربية إفريقية إسلامية.
رمضان كريم و كل عام و أنتم بخير .
السعد ولد لوليد .
نواكشوط 15 / 05 / 2018.