إن عامة المنتسبين للأغلبية ، يرون في الصراع الدائر بين أحلاف اللحظة الراهنة ،انشغالا بالعدوة الأدنى،لأسباب من أهمها:
- أن الانتساب الحالي لا يعبر عن انتخابات شفافة ، فالتسجيل باسم الولاء لشخص، ولقبيلة، ولشريحة، ولحلف مصالح، يتنافى مع أللتأسيس لمشروع حزب له رؤية وطنية، وبرنامج اصلاح.
- أغلب الكوادر التي خدمت رؤية الرئيس وبرنامجه، قررت الانتساب للحزب ليس لهزيمة طرف محلي أومضايقة منافس حزبي، وإنما لكونها رأت في انتساب الرئيس وفكرته لانتخاب الحزب من القاعدة نهجا جديدا يتنافي مع ما شهدته الساحة في مرحلة الانتساب، فقد تحوميت المجالس، وأجج البعض الدعوات العفنة للعصبيات والولاءات الزائفة.، وأعاد استنساخ الاصطفاف في تجارب وحدات هياكل تهذيب الجماهير وحزب المخزن المكبكب.
- يدرك الحكماء أن الحكم كالقاضي، يطبق القانون بكل حيادية وبكل شفافية بين متخاصمين، ولا يكون ظهيرا لأحدهما ، أحرى أن يكون طرفا ثالثا بديلا عنهما، إلا إذا كانت الماكرونية في فرنسا قد وصلت عدواها الحزب الحاكم في موريتانيا.
- يجمع المصوتون في هذا التنصيب، على أن أحلافه زائلة بزواله، فالأحلاف الانتخابية غير الصورية هي تلك التي تتم ضمن الدوائر الجغرافية الانتخابية الحقيقية ، وليس ضمن مستوطنات الرحيل الحالية.، إذ لا يمكن أن تشكل الحملة الحالية مقياسا على سيطرة هذا القبيل أوذاك النفير على هذه البلدية أو تلك المقاطعة.
- إن النداء الذي وجهه بعض قيادات الحزب للمناضلين، من لانتشيع له، بعدم الاحتكاك والتنافس الايجابي، مثل رسالة وعي بمخاطر الانزلاق، وآفته على الأحلاف والأحزاب.
اذ من الحكمة أن نقبل بالديمقراطية الانتخابية التي تفرزها الكتل الانتخابية الطبيعية عبر صناديق الاقتراع الثابتة، وليس من الحكمة أن نتصور بأن الجغرافيا يمكن أن تصبح أرقام حسابات مصرفية متحركة
بمعنى أوضح قد نتلاعب بالأرقام وحتي بالعقول، لكن الجغرافيا
وأغلبية الناس ليسوا خواريزميات أوقطع شطرنج.
وقد أثبتت الماكرونية الانتخابية في صناديق الاقتراع الفرنسية الأخيرة، فشل حواريزميات أحزاب اليمين واليسار في الانتخابات الداخلية لتلك الأحزاب،وجميع استطلاعات الرأي وتقارير المخزن الداعمة لتصوراتهم، إذ بين المشهد الانتخابي الذي باغتهم
خواء قيادات الانتساب والتنصيب فجأة ، بعد أن أتت صناديق الانتخابات على دوائرهم ورموزهم التي صنعت من وهم الأحلاف والأفلام المدبلجة.
الخلاصة أن أغلبية المنتسبين انتسبت لمشروع وانجازات الرئيس
وأن الانتخابات الحزبية خيار مرحلي ، والذي يؤسس عليه هو نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية القادمة ، وليس تموقع المتحزب الآن،وثقة الجماهير ورضاها هي الخيار الغالب وعبر جميع ولايات الوطن واتجاهات الرأي العام الوطني والمحلي، وليس عبر دائرة مرحلة أومغلقة
ومن الخطأ الفادح أن تبنى خيارات المستقبل على رأي وتحالفات الأحلاف الحزبية.،التي تبنى على معايير المصالح والزبونية واستغلال النفوذ.، فهذه المعايير لا تعبأ بها الأجيال الجديدة من الناخبين من: طلبة الجامعات، وعمال المصانع، وجيل الإعلام الجديد، وجيل المصلين في المساجد.، وحين تطبق اللوائح الانتخابية، أو يختار المقترعون دون ضغوط تسقط كل المساحيق وتتهاوى كل الأقنعة.
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد
أستاذ وكاتب صحفي.