نظم الميثاق من اجل الحقوق السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للحراطين ضمن موريتانيا الموحدة ،العادلة و المتصالحة مع نفسها، يوما تفكيريا بتاريخ 24 مارس 2018 بغرض إعادة تأهيل الميثاق بما يقتضيه ذالك من نقد بناء لمسيرة الماضي و استخلاص للدروس و العبر مع محاولة استشراف آفاق المستقبل على المديين المتوسط و القصير.
بعد عدة جولات من النقاشات الصريحة و الجادة و تبادل الآراء و التحليلات بين المشاركين ،تشكلت لجان مكلفة بصياغة و ترجمة جملة الخيارات و المقترحات المعتمدة إلى برامج واقعية قابلة للتنفيذ على ارض الواقع.
و يشكل الإعلان التالي حصيلة مخرجات هذا اليوم التفكيري على إثر استكمال اللجان لأعمالها.
تعيش بلادنا في الآونة الأخيرة مرحلة حرجة و فارغة في تاريخها المعاصر تتمثل في شبح الفتن التي تخيم و تحوم حولنا بفعل انسداد الأفق و فقدان الأمل في المستقبل بسبب التنامي المطرد لحجم المظالم التي ينمو بـِنموها التطرف و الاحتقان ،الرافدان المغذيان للتمزق المتسارع في نسيجنا الاجتماعي. و كنتيجة منطقية لسياسة استدامة التمكين للبنية القبلية التراتبية و الفئوية المقيتة لمجتمعنا القابع خلف المفاهيم و الحواجز النفسية لما قبل القرون الوسطى ،لا يمكننا إلا أن نحمل النظام الحاكم المسؤولية الكاملة عما آل إليه حالنا من انعدام للمساواة و ترسيخ للغبن في كافة الميادين مع تجذر المفاهيم المتخلفة و الممارسات التمييزية الواضحة ضد فئات و مكونات و شرائح واسعة من شعبنا.
فكيف لنا أن نستغرب غياب الانسجام و انعدام التنمية و التقدم في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية ،و نحن نعيش في مجتمع يشهد اختلالات مصطنعة تستمد ماء حياتها من رعاية الدولة الفائقة لبعض أطرافه على حساب البعض الآخر.
و انطلاقا من أن المشروع الوحيد الذي نصبو إليه هو التصالح بين كافة مكونات الشعب في ظل العدالة و دولة القانون مما يقتضي إزالة كافة الحواجز و القيود أمام تآلف و انصهار شعبنا وصولا إلى مجتمع متجانس و نبذ كل ما يشدنا إلى الوراء ،فإن الميثاق:
1 ـ يؤكد تمسكه بنهجه الجامع و انفتاحه على كافة القوى السياسية و المجتمعية من موالاة و معارضة و قادة رأي و مجتمع مدني من أجل بلورة حلول ناجعة للقضايا المجتمعية المستعصية و على رأسها مأساة لحراطين و لمعلمين و غيرهم من فئات شعبنا المطحونة و المهمشة؛
2 ـ يقرر تخليد الذكرى الخامسة لإعلانه يوم 29 ابريل القادم و بهذه المناسبة ، سيسعى بكل ما أتي من قوة من اجل توحيد جميع أطيافه خلال هذه التظاهرة ؛
3 ـ يقرر السعي لتصحيح الإختلالات الواضحة في التمثيل الشعبي خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة من اجل الوصول إلى تمثيل عادل يعكس تنوع الشعب الموريتاني و بذا يقدم بديلا عن القوالب التقليدية المهيمنة من قبلية و تحكم سلطان الدولة و رأس المال ؛
4 ـ يقرر تعميق التنسيق و توحيد الفعل و العمل ما بين ميثاق لحراطين و حراك لمعلمين و ربط الصلة بينهما وصولا إلى إنشاء إطار مشترك في المستقبل.
نواكسوط بتاريخ 13 ابريل 2018