إن الرسائل التي حملتها المقابلة الصريحة لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، مع مجلة جون آفريك بالفرنسية المتخصصة في الشأن الإفريقي منذ انطلقت في 17 أكتوبر1960.، كانت جلية ، وغير مشفرة.
وللأسف فان نخبتنا المريضة حتى النخاع ، والمرتبكة ملء الجراب، ستظل أبواق منها تردد سفسطاتها عن تخميناتها، فهي لا تحسن البيان عن نواياها الحقيقية، و لا تعبر إلا لواذا عن ما تحب وتكره، غامضة جدا حتي وهي حانية تمدحك، وغائمة وهي تنظر إليك،تميز تكاد تسطو بك.
بين الرئيس مرارا، وأكد في هذه المقابلة جهارا، أن مشروع التغيير الذي حلم به ملايين الموريتانيين ، وناضلت من أجله أجيال وحركات وطنية ذاقت في سبيله البأساء والضراء، ومنها من قدم إلى ربه ، طاوي البطن ومكدود العظم، لا يمكن أن يتساهل فيه مع من يرسل الهدايا من مال الشعب (بل أنتم بهديتكم تفرحون)، وأن الدين الذي أنزله علام الغيوب ، لا يباع رسوله صلى الله عليه وسلم بملء الأرض قرابا من شحن أصحاب الأخدود.
فهل عقل ذلك المرابي أو أدركه المستهزئ ؟
خاب حزب الكانزين للبخل ، وخسر حزب المتاجرين ببهتان الأفاكين.
إن احترام مواد القسم، يعنى أن نضمن التمكين لحاضر أمن مشهود، وانجازات تنموية ملموسة، حققها الرئيس في عشرية عاصفة في : العالم ، وإفريقيا، وفضاء الساحل و المغرب العربي.
إن احترام مواد القسم ، يؤكد أن الراية لن يؤتمن عليها إلا من هو أهل لصيانة المنجز، ومجرب في صدق الوفاء في المنشط والمكره، و ممتحن فى الوقار في اليسر والعسر.
تلك التجارب التي أثبتت أن جنود الرئيس وأبناءه، يقفون خلفه في حالة النفير3/أغسطس و6/أغسطس، أو الاستقالة في15 ابريل ،و في حالة الصحة والمرض،وفي حالة قرر أن يترشح2009 ، أو قرر أن يدعم المرشح2019.
لثلاثة أسباب : شجاعته فعلا، وصدقه قولا، ولأنه لم يتصهين ولم يدهن لمدجني الحكومات فكرا.
"أقدم أيها الحيزوم" فقد قال النووي شيخ الذاكرين : بع الدار واشتر الأذكار للزاهدين في الكراسي.
و كان نابليون بونابرت يرد بثلاث على ثلاث في جوابه للمحاربين معه : من قال لا اقدر .. قال له حاول، ومن قال لا اعرف .. قال له تعلم ، ومن قال مستحيل .. قال له جرب.
الرئيس الذي حول القدرة إلى فعل، وبين لمن يواكبه على أنه لا مستحيل، وجرب بنجاح أن يقود المبادرة تلو المبادرة غير آبه ولا واجل، ليست هناك أطراف في المشهد السياسي الوطني اليوم وغدا، يمكن أن تخرجه من الحلبة.، أو تستخدمه في أجندة صراعاتها الشخصية و الفئوية.
هذا الرئيس مؤتمن ، ولن يستأمن إلا القوي في أخلاقه، الأمين الذي لا يدير ظهره إلا متحرفا لقتال مشروع ، أو متحيزا إلي فئة حق.
الرئيس أمين قوام.،لا تهزه الفتن إذا أطلت برؤوسها، ولا يخدعه الخب من الإنس أوالرئي من الجن.، وسوسة، دندنة، شنشنة.
هذا الأعز في المدينة يدرك أعزها، وهذا الحميد في المآلات يدرك أحلم القوم.
و هل تساس الأمم العظيمة التي لا تموت، إلا بالعزة في وجه الطغاة، وبالحلم وحسن التقدير للأخطار شيم الأباة؟